الأرصفة في حمص.. ليست للمشاة


إشغال الأرصفة ظاهرة تعم معظم حارات وشوارع حمص، فالكثير من الأرصفة أصبحت للمحلات والكافتيريات والبسطات. ويرى الحمصي (م، ع) أن "المسؤولين عم يقبضوا ويستفادوا، وهالمعتر اللي اسمه مواطن حد عمره.. يموت دعس.. ما حدا سائل".

على ما يبدو، بات امتلاك الأرصفة في حمص حق من حقوق أصحاب المحلات – كما يعتقد البعض منهم- حيث تحولت أرصفة الشوارع في حمص إلى معارض لبضائع المحلات أو ملحقاً للمطاعم والكافيتريات.

شوارع حارات رئيسية في حمص بلا أرصفة

من أهم الأحياء الحمصية المفروشة أرصفتها بالبضائع والخضراوات والبسطات، الرصيف الممتد على شارع الأهرام من جهة دوار النزهة، وهو مشغول بالكامل بالبسطات وبضائع المحلات حتى مفرق البتول، ومثله رصيف شارع الحضارة من مفرق شارع "العشاق" وحتى دوار النزهة.

ومن أسوأ الشوارع منظراً وأكثرها إشغالاً للأرصفة ولاسيما بالخضراوات شارع "الخضري"، فليس بإمكان أي مواطن السير على هذا الرصيف، وبالأساس شارع الخضري هو شارع ذهاب وإياب في آن واحد وضيق. وفي حي كرم الزيتون عند دوار الأصيل تفرش محلات الخضرة خضرواتها في منتصف الطريق.

ويوجد الكثير والكثير من الأمثلة، إذ يكاد لا يخلو شارع من مظاهر التجاوزات على الأرصفة والشارع من محلات الخضار والأدوات ومعارض سيارات وحتى محلات الزهور.

فمثلاً في شارع "زيدل"، فإن سيارات سوق السيارات تغلق الرصيف من دوار "الفدعوس" حتى دوار المواصلات، وعند زاوية مفرق زيدل أحد مكاتب السيارات يغلق الشارع الرئيسي بعرض ما يزيد عن 12 سيارة، وإضافة لذلك فإن صاحب المكتب حوّل الرصيف إلى مجلس له ولزواره بوضع ما يقارب 15 كرسياً على الرصيف أمام مكتبه. ولا موقف للمسؤولين من الوضع المزري لحي زيدل فلم تعقب البلدية والمحافظة على هذا المنظر الذي تحدثه مكاتب السيارات، "فكل مين عم توصلوا حصته وحبة مسك من أصحاب مكاتب السيارات هذه على ما يبدو".

في شارع الأرمن محل أزهار يحتل الرصيف أمام محله بالكامل، وفي وادي الدهب بائعي الخضار يغلقون الأرصفة بالخضراوات والفواكه، فالجبس يتدحرج ويكسر على الرصيف والبندورة "ممعوسة وحالة بدا حلّال يحلها"، على حد وصف أحد سكان المنطقة.

وفي حي "كرم الشامي" سحارات الخضروات تملأ الأرصفة والبسطات تملأ الشوارع، وكذلك بسطات الحميدية تغلق الأرصفة رغم ضيق شوارعها، ومثلها أرصفة شوارع الأرمن، وشارع الزهرة، وشارع العباسية، وخط باب الدريب، وأرصفة شارع المهاجرين الرئيسي، والرصيف الممتد من ساحة الزهراء حتى شارع سناء، البضائع والخضراوات تفرش على كامل هذه الأرصفة من دون ترك ولو حتى شبر واحد للمشاة.

أرصفة لعقد جلسات تعارف وأصحاب

اللافت أنه حتى بعض الأرصفة التي لم تفرش بالبضائع والخضراوات والكافيهات باتت مجالساً لأصحاب المحلات وزوارهم وأصدقائهم.

مع أن الكثير من الشكاوي وردت إلى محافظ حمص ومجلس مدينة حمص ولكن من دون جدوى، فما زال أصحاب المحلات يكدسون بضائعهم على الرصيف ويحرمون بذلك المارة من حقهم بالسير على الرصيف ليأتي دور الموتورات التي تسير بسرعة كبيرة وطائشة وتزيد من التضييق على المواطن.

تبريرات ولكن

وتبقى الشكاوي التي تتناول إشغال الأرصفة من قبل أصحاب المحلات وتحت أعين البلدية والتموين بلا استجابة، ولا رادع أو تدخل أي جهة، هل هذا يدل على وجود رضى من قبل بلدية حمص على إشغال الأرصفة بهذه الطريقة؟،  أو أن هناك تعاوناً مبهماً بين موظفي بلدية حمص والبائع المخالف؟، رغم أن التموين يخرج جولات على هذه المحلات، لكن يبدو أنها وسيلة يملأ خلالها موظفو التموين جيوبهم ويعودون.

وعندما يُسأل أصحاب المحلات عن فرش بضائعهم على الرصيف يكون جوابهم بأنهم استأجروا الرصيف من البلدية!، ويؤكد أصحاب المحلات أن موظفي البلدية يقبضون منهم إيجار كل مترين من الرصيف الذي يشغلونه (400) ليرة باليوم.

كما يبرر أصحاب المحلات سبب إشغالهم واستئجارهم للأرصفة بأن محلاتهم صغيرة ومكتظة بالبضائع وإيجاراتها مرتفعة في هذه الأحياء تتراوح بين (100- 150) ألف ليرة سورية، مما يضطرهم لعرض بضائعهم على الرصيف.

إشغال الأرصفة ظاهرة تعم معظم حارات وشوارع حمص، حيث أن الأرصفة أصبحت للمحلات والكافتيريات والبسطات، ولا تُرى إجراءات المحافظة والبلدية إلا بحق بعض أصحاب البسطات غير المدعومين منهم، وعلى أصحاب عربات الخضرة والباعة الجوالين والناس "المعترة".

ترك تعليق

التعليق