من أجل العملة الصعبة.. نظام الأسد يدفع أهالي الساحل لزراعة التبغ


يسعى نظام الأسد إلى توجيه أنظار المزارعين في اللاذقية وطرطوس باتجاه زراعة التبغ، وذلك بهدف زيادة إيراداته من العملة الصعبة باعتبار أن تجارة التبغ محتكرة لمصلحته.

استغلال المستضعفين في زراعة التبغ

وفي ضوء تناقص أعداد العاملين في مجال الزراعة في الساحل السوري نتيجة الأعداد الكبيرة من القتلى بين صفوف الشباب الذين ماتوا في جيش الأسد، وفي محاولة منه لتسخير من تبقى من الرجال من كبار السن وتشغيل النساء، لجأ النظام إلى الترويج بين المواطنين الموالين له من أجل زراعة التبغ، على اعتبار أنها تناسب الأطفال والنساء أكثر من حاجتها إلى الأيدي العاملة من الرجال.

لذلك سخّر نظام الأسد عدداً كبيراً من الخبراء، ونظم دورات وندوات في القرى والمناطق الموالية له الممتدة من لبنان وصولاً إلى سهل الغاب مروراً بمحافظة طرطوس بهدف حث المزارعين على زراعة التبوغ بكافة أنواعها.

وسخّر إعلامه من أجل الترويج لهذه الزراعة وتضخيم حسناتها ومردودها الاقتصادي، ورفع أسعار منتجاتها لتتناسب مع السوق العالمية والمحلية وحاجة المزارعين - طبعاً من وجهة نظره-.

إعلام وندوات لترويج زراعة التبغ

كما بثت قنواته الفضائية برامجاً لهذه الغاية، كما في "قناة سما الفضائية"، ونشرت وسائل إعلامه المقروءة تقارير ودراسات تشيد بمحاسن هذه الزراعة "تشرين والبعث والثورة".

وفي نفس الوقت أهمل إعلامه ومسؤولوه كافة الزراعات الغذائية التي يحتاجها المواطن السوري ولا يستطيع الاستغناء عنها، والتي كانت قد تعرضت في السابق لكوارث بيئية أدت إلى تدني مستويات الإنتاج بالإضافة إلى تدني الأسعار.

وقد سخّر نظام الأسد لهذه الغاية عدداً من المروجين وأقام عدة ندوات.

نظّم في بلدة مرمريتا التابعة لمحافظة طرطوس ندوة للإشادة بزراعة التبغ من نوع الكاتريني وكيفية تجفيفه وقام مسؤولوه بجولة في الأراضي الزراعية.
 
ونظّم في منطقة جبلة ندوة للترويج لزراعة التبغ من نوع فرجينيا، وكذلك نظم في قرية سلحب التابعة لمنطقة الغاب، ندوة ومحاضرة من أجل التشجيع لزراعة نفس الصنف من التبغ.

وكذلك أقام عدة ندوات في قرى منطقة بانياس – "طرطوس والخريبة وسردين"، تناولت طرق قطاف التبغ وتجفيفه.

مجبرون على زراعته

وحاول مسؤولو النظام ومحاضروه تزيين هذه الزراعة والإشادة بمردودها الاقتصادي، وتناسبها مع البيئة الزراعية في الساحل السوري الذي يقع تحت سيطرته.

وبدوره قال المهندس الزراعي "علي ، م" الذي يقيم في محافظة طرطوس، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "يريد نظام الأسد تشغيل النساء والشيوخ والأطفال في زراعة التبغ، لأنه يحتاج إلى زيادة صادراته التي تؤمن له العملة الصعبة، ويحاول في شتى الوسائل إلهاء هؤلاء الناس عن المطالبة بإنهاء الصراع وإعادة من تبقى من أبنائهم إلى أهاليهم".

أما المزارع "عيسى أبو جعفر" فقد قال لـ "اقتصاد": "أهملنا النظام طيلة الفترة الماضية، والآن يحاول استغلالنا، ويريد أن يزرع في عقولنا أنه أصبح يقف معنا".
 
وأضاف: "منذ عشرات السنين نزرع التبغ وفي النهاية نحصد الريح، ولا يكفينا المردود لعدة أشهر من العام، ونضطر إلى العمل في أعمال البيتون والسخرة لتغطية مصاريفنا".

وقالت "لينا، أ": "ليس لدينا بديل ونحن مضطرون للعمل في زراعة التبغ والدولة تحضنا على ذلك رغم معرفتنا بأضراره، ويا ليتهم يقدمون لنا المساعدات والتسهيلات لزراعة المواد الأخرى، كالبندورة والخيار والبازنجان والكوسا ووو...". وعقبت: "يمتنعون عن ذلك ويصرون على التبغ لأنهم يحتكرون تجارته ويحتاجونه من أجل التصدير، ويستغلون حاجتنا وفقدان معظم شبابنا ويجبروننا بطريقة مهذبة على زراعته".

ترك تعليق

التعليق