حرب في الخفاء بين رامي مخلوف وسامر الفوز.. عبر بنك سوريا والخليج


منذ عدة أشهر، وبنك سوريا والخليج، الابن الشرعي لـ "بنك الخليج" البحريني، وهو يجري صفقات على أسهمه بمليارات الليرات، ويثبت أقدامه في السوق السورية بطريقة مثيرة للشبهة، تمثلت بداية من خلال استحواذ الشركة الأم، المالكة للبنك "المتحدة القابضة" البحرينية، على أكثر من 21 بالمئة من رأسمال البنك، في شهر شباط من العام الحالي، عندما اشترت كامل الأسهم التي طرحها البنك للتداول، والتي من خلالها رفع رأسماله من 4 مليارات ليرة سورية، إلى 6 مليارات.

الخطوة التالية المثيرة للشبهة، والتي فاجأت الجميع، كانت قبل نحو أسبوع، عندما باع البنك أسهماً بقيمة نحو 3.5 مليار ليرة، خلال بضع دقائق، والتي تمثل 24 بالمئة من رأسمال البنك، وذلك في إطار خطته لرفع رأسماله إلى 10 مليارات ليرة سورية..
وهي الصفقة التي دفعت صحيفة "الوطن" لصاحبها رامي مخلوف، لتوجيه اتهامات لسوق دمشق للأوراق المالية، بأنها لم تعلن سابقاً عن وجود أسهم لصالح بنك سوريا والخليج، معروضة للبيع، وأنه لابد أن يكون هناك شبهة فساد، حتى تم إخفاء هذه المعلومات..

طبعاً، التغيير الذي حدث في الصفقة الأولى، والذي لم يثره أحد، هو انتقال حجم كبير من رأسمال البنك، من يد شركة لأخرى، حيث أنه قبل صفقة الشركة البحرينية، كان بنك الخليج المتحد يملك أكثر من 30 بالمئة من رأسمال البنك، بينما بعد الصفقة أصبح يملك أكثر من 9 بالمئة بقليل، وأصبحت بالتالي الشركة المتحدة القابضة البحرينية هي المالك الأكبر لأسهم البنك.

وهو ما يعني ضرورة انتقال رئاسة مجلس الإدارة. إلا أن ذلك لم يحدث ولازال ممثل بنك الخليج المتحد، هو من يملك مجلس الإدارة، عبر رجل الأعمال الكويتي الشيعي، مسعود محمود جوهر حيات.

وللعلم فإن هذا الأخير،  كان الوصفة السحرية للبنك البحريني، والذي من خلاله سهل النظام السوري، عمليات افتتاح البنك في العام 2006، ومن ثم تطوير فروعه في باقي المحافظات، حتى أصبح اليوم، البنك الأكثر امتلاكاً للفروع  بين البنوك الخاصة في سوريا.

وبالعودة إلى ما أثارته صحيفة "الوطن"، من الحديث عن وجود شبهة فساد في صفقة بيع أسهم البنك الأخيرة، دون أن تشير إلى أسماء بعينها، لكن من الواضح أنها تشير بالخفاء إلى رجل الأعمال المثير للجدل، سامر الفوز، والذي يعتقد أنه هو من قام بشراء كل هذه الكمية من الأسهم، وذلك بالإشارة إلى أنه سبق وأن نفذ عدة عمليات شراء كبيرة، نهاية العام الماضي، لأسهم في بنكي البركة وسوريا الدولي الإسلامي، في إطار مساعيه للاستحواذ على أسهم البنوك الخاصة الناجحة في سوريا..

إثارة صحيفة الوطن للقضية، دفعت إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، إلى الرد، بأن أسهم بنك سوريا والخليج، حصلت على الموافقة لتداول أسهم الزيادة في رأسمالها منذ شهر.. فردت الصحيفة من جديد بأنه لم يتم الإعلان عن ذلك أبداً، وأن صفقة بيع الأسهم لم تستغرق سوى بضع ثوانٍ، لدرجة لم يعلم بها أحد من قبل. وأصرت على أن هناك شيئاً يراد إخفاؤه في هذه الصفقة، من أجل عدم الكشف عن المشتري الحقيقي للأسهم.

وحتى الآن لم يتم الإعلان عن اسم منفذ الصفقة الكبرى على أسهم بنك سوريا والخليج، والذي دفع نحو 3 مليار ليرة سورية، أي أنه أصبح يمتلك 24 بالمئة من رأسمال البنك البالغ 10 مليارات ليرة سورية. وبالتالي يحق له الاستحواذ على مجلس إدارة البنك.

لكن كما ذكرنا، فإن كل الأصابع تشير إلى سامر الفوز.. وهو ما لم تقله صحيفة الوطن، صراحةً.

تجدر الإشارة إلى أن مجموع أسهم بنك سوريا والخليج هي 100 مليون سهم، بقيمة اسمية 100 ليرة للسهم، بينما بلغت القيمة السوقية للسهم في التداولات الأخيرة في بورصة دمشق 140 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق