الشوندر السكري.. برسم الأبقار


يوصف الشوندر السكري بأنه ثالث المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في سوريا، بعد القمح والقطن، إذ كان يبلغ إنتاجه قبل العام 2011، أكثر من 1.7 مليون طن سنوياً، ويؤمن أكثر من 20 بالمئة من حاجة البلد من السكر الأبيض، والأهم من ذلك، أنه كان يؤمن فرص عمل للآلاف، ودخلاً سنوياً بمئات ملايين الليرات السورية.

في العام 2015، أعلنت وزارة الزراعة التابعة للنظام، أن محصول الشوندر السكري انخفض إلى 17 ألف طن فقط، وهو ما دفع وزارة الصناعة، لتعطيل العمل في معامل السكر، والتي كانت بالأساس لا تعمل سوى ثلاثة أشهر في العام.

النظام ادعى من جهته، أن أسباب تراجع زراعة الشوندر السكري يعود إلى الأوضاع الأمنية بالدرجة الأولى، بينما يقول الفلاحون أن السبب هو تسعيره من قبل الجهات المعنية، والتي تدفع 25 ألف ليرة للطن، بينما تبلغ تكلفته الحقيقية أكثر من 30 ألف ليرة سورية.

في هذا العام، ومع قرار وزارة الصناعة بإيقاف العمل في معمل سكر سلحب، آخر معامل السكر المتبقية على قيد الحياة، أعلنت وزارة الزراعة، أنها سوف تشتري محصول الشوندر من الفلاحين كأعلاف للحيوانات، وبالذات للأبقار، وبدأت تتحدث عن ضرورة تغيير استراتيجية الخارطة الزراعية للعام القادم، بحيث لا يكون الشوندر السكري من ضمنها، أي القضاء على هذه الزراعة بالكامل..

الخبر بالنسبة للبعض ليس سيئاً تماماً، فهناك مستوردو السكر، والذين ينتظرون هذه الخطوة منذ سنوات طويلة، لأن ذلك يعني زيادة أرباحهم، بالإضافة للحلقات الوسيطة المحيطة بهم، من مسؤولي الفساد، في أجهزة الدولة والمخابرات، فكيف لو عرفنا أن من يستوردون السكر إلى سوريا هم ثلاثة رجال أعمال فقط، وهذا ليس أمراً جديداً، بل هو قائم منذ أكثر من عشر سنوات..!

قد يكون الشعب السوري، خسر زراعة وصناعة محلية، لكن يجب أن نعترف أن الأبقار هي الرابح الأكبر من هذه الخسارة.. لأنه بحسب مختصين، فإنها تستمتع كثيراً بأكل الشوندر السكري..!

ترك تعليق

التعليق