الأمم المتحدة: تحقيق في هجمات النظام ضد المنشآت الصحية


 وافق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إجراء تحقيق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية والمدارس في آخر أكبر معاقل المعارضة المسلحة شمال غربي سوريا، بعد طلب قدمته عشر دول أعضاء في مجلس الأمن، حسبما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن غوتيريش استخدم السلطات التي يمنحها له ميثاق الأمم المتحدة في تشكيل لجنة تحقيق داخلية لتقصي الحقائق بشأن الدمار الذي لحق بالمنشآت المدنية في محافظة إدلب والمدرجة على ما يطلق عليها قائمة خفض التصعيد التي وزعت على الأطراف المتناحرة للحيلولة دون تلك الهجمات.

وأضاف أن التحقيق سوف يشمل المنشآت التي تدعمها الأمم المتحدة في المنطقة.

كان من المفترض أن تكون إدلب إحدى مناطق خفض التصعيد بموجب اتفاق وقع في سبتمبر/ أيلول الماضي بين روسيا أحد كبار حلفاء النظام السوري، وتركيا التي تدعم المعارضة.

الطلب الذي تقدمت به عشر دول أعضاء في مجلس الأمن تم تسليمه إلى غوتيريش الثلاثاء الماضي، يسأل الأمين العام عن إمكانية فتح تحقيق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الطبية ومواقع أخرى في إدلب مدرجة على قائمة "خفض التصعيد".

قالت سوزانا سيركين مديرة السياسات في منظمة "أطباء من اجل حقوق الإنسان" أمام المجلس خلال اجتماع عقده أمس الأول الثلاثاء حول الموقف الإنساني في سوريا، إنه منذ أطلق نظام بشار الأسد الهجوم ضد إدلب في الثلاثين من أبريل/ نيسان الماضي، تلقت المنظمة تقارير عن ستة وأربعين هجوما ضد منشآت الرعاية الصحية.

وأضافت أن المنظمة تحققت حتى الآن من ستة عشر هجوما.

وقال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، إنه "سؤال مهم للغاية" ما إذا كانت المعلومات التي يوفرها نظام خفض التصعيد تستخدم لحماية المنشآت المدنية- أو لاستهدافها.

واوضح أمام المجلس الثلاثاء أن أطراف الصراع أبلغت بأمر ست هجمات مختلفة شمال غربي سوريا هذا العام، وأن "بيئة خفض التصعيد الحالية ليست فعالة في المساعدة في حماية أولئك الذين يستخدمون النظام".

قال لوكوك إن فريقه سوف يجري لقاءات مع المنظمات الإنسانية "كي يطلعها على الموقف الراهن وللتحديد مجددا ما إذا كنا سنواصل توفير المعلومات لأطراف (الصراع) حول المواقع الجديدة أو التحركات الإنسانية".

قال الدفاع المدني السوري أو ما تعرف بمنظمة الخوذ البيضاء، إن قوات النظام والقوات الموالية لها استهدفت خلال هجومها على إدلب والذي بدأ قبل ثلاثة أشهر، خمسة عشر من مراكزه وقتلت سبعة متطوعين.

وقال رائد الصالح مدير منظمة "الخوذ البيضاء" إنه ما من مكان آمن في المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة.

تصريحات الصالح اليوم الخميس جاءت خلال بث حي عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من داخل إدلب.

أصحاب الخوذ البيضاء هي الجماعة الرئيسية التي تقدم خدمات الإنقاذ في المنطقة، وتصنف حكومة النظام المنظمة كمنظمة ارهابية.

ومنذ انطلاق هجوم نظام الأسد على إدلب مدعوما بغارات جوية روسية والذي بدأ أواخر أبريل/ نيسان الماضي، لقي مئات الأشخاص حتفهم، واستهدفت الغارات البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك المراكز الصحية ومحطات معالجة المياه.

ترك تعليق

التعليق