شعر السيدة الأولى


الفارق بين الإعلان عن إصابة أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد، بمرض السرطان، وبين الإعلان عن شفائها من المرض، هو شعر رأسها..

لقد اختار النظام، أن يبدأ هذه المسرحية بنشر صور لـ "السيدة الأولى" وهي صلعاء، ثم ختمها، بعد نحو العام، بنشر صور أخرى لها وقد نبت شعر رأسها.. وهي الفترة الزمنية المطلوبة لكي ينبت شعر أي إمرأة قررت أن تحلقه على الصفر.

وقبل نحو العام، كنت قد كتبت مقالاً على موقع "زمان الوصل" بعنوان "صلعة أسماء الأسد"، فاتصل بي صديق من دمشق، يعمل في الشأن الطبي، ليخبرني بأن الإعلان عن إصابة أسماء الأسد بمرض السرطان، كذب، والكل في سوريا يتداول الموضوع على أنه مسرحية، بما في ذلك عمال "الباطون"، مشيراً إلى أن النظام أراد أن يحصد التعاطف الدولي معها على وجه الخصوص، بعد أن بدأت وسائل الإعلام العالمية تصورها على أنها متوحشة وزوجة الديكتاتور المتوحش.

أما على مستوى الرأي العام الداخلي، فلم يكن النظام يسعى لكسب رضاه أو تعاطفه. فهو آخر همه.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل استطاع النظام أن يستثمر شعر زوجة الرئيس كما خطط له، أم أنه بعد أن اكتشف أنه لم يحقق شيئاً، قرر أن ينهي هذه المسرحية الهزلية..؟!

يقال، إن أسماء الأخرس ضاقت ذرعاً، بفكرة أنها تقوم بتمثيل دور مصابة بمرض، يتطلب منها حلق شعر الرأس على الصفر، وأن إقناعها احتاج لفترة زمنية طويلة، وكانت ترغب لو أن النظام اختار لها مرضاً غير السرطان، إلا أن بشار الأسد وقف بين يديها راجياً: "هل تبخلين على زوجك بهذه الخدمة البسيطة".. ويقال إن المرحلة الأصعب كانت عندما بدأ التنفيذ، إذ أنها بكت في ذلك اليوم كثيراً وهي تشاهد شعرها يتناثر حولها على الأرض.. غير أنه تم تصوير الأمر بالنسبة لها، على أنها سوف تحصد شهرة واسعة في اليوم التالي لإعلان مرضها، وسوف تتصدر صورتها أغلفة كبرى المجلات العالمية.. وهو ما جعلها تبتسم من جديد.

لكن في الحقيقة، المتابع لردة فعل وسائل الإعلام العالمية، حول إعلان إصابة أسماء الأخرس بمرض السرطان، سوف يكتشف، أنها كانت أكثر شماتة بها من الشعب السوري المكلوم.. وهو ما دفع النظام فيما بعد لكي "يفلت" الولد الأجدب والذي يدعى حيدرة، ابن رجل مخابراته "بهجت سليمان"، لكي "يرفس" يميناً وشمالاً، متهجماً، في أكثر من بث مباشر على صفحته الشخصية في فيسبوك، على أولئك الشامتين من الشعب السوري، بإصابة زوجة الرئيس بمرض السرطان..

رسالة النظام للشعب السوري، من خلال الأجدب "حيدرة"، كانت واضحة.. بأن هذا هو مستواكم..!

ربما كان النظام يريد من نساء الشعب السوري أن يحلقن شعرهن جميعاً، تعاطفاً مع أسماء الأخرس، وقد بدأ يدفع بهذا الاتجاه، من خلال إطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، لاقت تجاوباً محدوداً من بعض الفتيات البائسات.. ثم اكتشفن فيما بعد، كم أنهن كن خاسرات من هذه التجربة.

اليوم وقد عاد لأسماء الأخرس شعرها، بالتزامن مع الإعلان عن انتصارها على مرض السرطان، فإن الرئيس هو أكثر من يستحق التهنئة.. فليس أصعب من أن تكون زوجة الرجل صلعاء.. فكيف تحملت يا سيادة الرئيس، الأمر، وعلى مدى عام كامل..؟!

ترك تعليق

التعليق