الأسواق في إدلب.. تنتعش


شهدت مدينة إدلب نشاطاً ملحوظاً بعد إعلان الهدنة منذ عدة أيام، في ظاهرة بدت جليّة على وجوه الناس، وانعكست انتعاشاً في الأسواق.

فبعد عدة شهور من الحملة الشرسة التي قادتها روسيا وميلشيا الأسد على محافظة إدلب وريفها، والتي أدت إلى محدودية في حركة البيع والشراء، بالتزامن مع حالة الخوف والهلع التي أصابت سكان المنطقة، تنفس سكان إدلب، الصعداء، بعد التوافق على هدنة، دخلت حيز التنفيذ منذ مساء يوم الخميس.

"أبو يحيى"، صاحب متجر في المدينة، مختص ببيع الألبسة، أبدى خلال تصريحاته لـ "اقتصاد" ارتياحاً كبيراً بعد وقف القصف، وقال: "منذ بدء الحملة توقف العمل بشكل كبير جداً والفارق كان واضحاً مقارنة بما كان عليه الأمر في السابق، إذ وصلت المحال التجارية لمرحلة اليأس من قلة البيع والشراء، وهذا الشيء انعكس سلباً علينا كمجتمع يعيش في منطقة تعد الأخطر في العالم".

وتابع: "حتى إيجارات العمال والمحال لم نعد نقدر على تحصيلها لدرجة أننا لم نعد نبيع ولا قطعة واحدة في بعض الأيام. ومع كل هذا الضغط، يأتيك ارتفاع كبير للدولار، فأغلب البضائع وإيجارات المحلات أصبحت بالدولار، وهذا الشيء يؤثر علينا سلباً".

"أما اليوم فكان الأمر مختلفاً تماماً لأننا على أبواب عيد الأضحى وهذا يعد موسماً جيداً ننتظره بفارغ الصبر من كل عام. وأحمد الله على نشاط الأسواق والبيع والشراء. وأنا بالنسبة إلي، الفارق كان واضحاً جداً، والبيع كان جيداً بنسبة كبيرة، إذ امتلأت الأسواق بالناس بعد الأشهر التي مرت علينا، وكأنها كانت أيام قحط وجفاف".


وفي لقاء آخر مع مكتب شحن لتوصيل البضائع من باقي المحافظات وبالعكس، تحدث إلينا "أبو سامر"، صاحب المكتب، قائلاً: "منذ يوم الخميس وإلى هذه اللحظة تضاعفت كمية الطرود للشحن إلى إدلب من باقي المحافظات، إلى أضعاف مضاعفة، وهذا الشيء يعكس حجم الطلب لاستيراد البضاعة من تجار إدلب، وتفاؤلهم بوقف إطلاق النار على المحافظة".

بدوره، "أبو محمد " بائع للخضار والفواكه، أشار إلى أن مهنته هي الوحيدة التي لا تتوقف في أي ظرف من الظروف، لأن الطعام والشراب شيء أساسي بالنسبة للجميع. لكن رغم ذلك، وفي فترة الحملة العنيفة التي شهدتها المحافظة، فإن حركة البيع والشراء تدنت بشكل كبير، "وأصبحنا نتبضع كيساً أو قفصاً فقط من كل نوع خضار أو فواكه".

وعقّب "أبو محمد": "أما اليوم، ولله الحمد، كانت المبيعات أفضل بعشرة أضعاف مقارنة بما سبق، والحركة في الأسواق كانت أفضل بكثير".


وفي لقاء مع صاحب محمصة لبيع الموالح والمكسرات وسط المدينة، أكد "أبو عبد الرحمن" أن حركة الطرقات أصبحت مزدحمة على غير العادة والانتعاش في حركة البيع والشراء ملحوظ، "فأنا مثلاً كنت أبيع كمية محدودة من الموالح يومياً، أما اليوم فأصبح البيع أفضل بكثير عما سبق".

وختم حديثه: "نتمنى العودة السريعة لبيوتنا ومديتنا وأن تبقى نعمة الأمان لا تفارق سوريا الحبيبة". وأكمل وهو يبتسم: "سوريا ليست للأسد.. سوريا بلدنا ورح نحررها".

وتشهد المحافظة هدوء نسبياً منذ الإعلان عن الهدنة، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير.


ترك تعليق

التعليق