محال صغيرة في ضواحي القاهرة تكسر احتكار سوق 6 أكتوبر لسلع السوريين


"على الرغم من العدد القليل للسوريين هنا إلا أن الوضع جيد، فالمصريون أيضاً زبائن دائمون في محلنا، ويطلبون السلع السورية".. هذا ما قاله "أبو خالد"، صاخب أحد المحال الصغيرة في كورنيش المعادي (طره)، ولديه أغلب السلع التي يطلبها السوريون المقيمون في مناطق مصر الجديدة.

ومحل "أبو خالد" ليس وحده، فهناك مجموعة من المحال في أغلب أحياء القاهرة بعيداً، عن التجمع الرئيسي للسوريين في مدينة 6 أكتوبر. وهذا ما يجعل الأمر عسيراً على أغلبهم فهم يحتاجون إلى وقت طويل للوصول إلى تلك المنطقة غرب القاهرة، وسيدفعون مالاً إضافياً من أجل المواصلات.

الألبان في الصدارة

ما يشكو السوريون من قلته في المعادي هي المواد التي يتشكل منها إفطارهم (الأجبان بأنواعها- الزعتر- الشنكليش- المكدوس- لبنة..) ولذلك كان على أغلبهم البحث عنها في محال السوريين في 6 أكتوبر، ولكنهم وجدوا ضالتهم في أماكن قريبة كشارع فيصل، وصقر قريش وزهراء المعادي.

يقول "أبو ضياء"، سوري مقيم في شارع الجزائر بالمعادي: "كنت أذهب كل أسبوع إلى أكتوبر لشراء الحواضر (مواد الإفطار)، وهذا يقتضي مني نهاراً كاملاً في المواصلات العادية، ومبلغاً كبيراً إذا أردت اختصار الوقت واستقلال (تكسي)، ولكنني اليوم أشتري حاجتي يومياً من حي قريب هو صقر قريش".

البقول وزيت الزيتون

السلع الأخرى التي يبحث عنها السوريون ليست في القائمة الرئيسة للوجبات المصرية فهي لا تتواجد إلا لدى السوريين، فافتتح البعض محال السمانة التي تؤمن (البرغل- اللبن البقري- زيت الزيتون- الفول-الملوخية اليابسة)، بالإضافة إلى بعض السلع الأخرى كالحلاوة الطحينية والحلويات بأنواعها التي تصل أيضاً إلى هذه المحال.

إحدى السيدات في محل "أهل الشام" تقول لـ "اقتصاد": "للمطبخ السوري خصوصية يختلف فيها عن المطبخ المصري، وهنا أجد ما أريده وبشكل شبه يومي بالرغم من أن الأسعار أغلى بقليل من أكتوبر".

خبز بنكهة سورية

"خيرات الشام" في شارع فيصل من المحال الصغيرة التي نالت شهرتها أيضاً فعدد السوريين في الحي المصري الفقير لا بأس به، وهناك أيضاً من يتسوقون منه من الأحياء القريبة، وهو يؤمن أيضاً إضافة إلى السلع السابقة الخبز السوري بأنواعه (العادي والأسمر).

"أبو رائد" مقيم سوري في مصر، يقول لـ "اقتصاد": "مشكلتنا الأولى في مصر هي أننا لم نتعود بعد على الخبز المصري، ولكن هذا الأمر تم حله من خلال الأفران السورية التي أمنت لنا خبزاً مشابهاً للخبز السوري وإن لم يكن بنكهة كاملة فالفرق هو في نوعية القمح المصنوع منه".

الشاورما عشق المصريين

"أهل الشام" و"أبو مازن السوري" و"دمشق القديمة"، محال تنتشر في المعادي الجديدة وهي لها شهرتها لدى المصريين قبل السوريين.

أحد سائقي التاكسي المصريين يقول لـ "اقتصاد": "أنا منذ سنوات لم أعد أتناول إلا الشاورما السورية فهي كبيرة ورخيصة وذات نكهة رائعة".

بعض محال الفلافل على قلتها تنافس (الطعمية المصرية) وإن كانت مشتقات النوعين مختلفة، فالطعمية مصنوعة من الفول المطحون، بينما الفلافل السورية من الحمص، وإن تميزت الأخيرة بخلطة السندويش المميزة.

السوريون بكل مكان

في مدن "الرحاب" و"مدينتي" و"العبور" وهي تبعد عن القاهرة مسافات كبيرة، تنتشر النكهات السورية، وبعض المطاعم يذهب إليها السوري كما لو أنه في مشوار يوم الجمعة (السيران) حيث تقدم هذه المطاعم المشويات والفراريج والحلويات المختلفة وسوى ذلك مما يميز المطبخ السوري.

أما في مدينة العبور حيث يقطنها أعداد كبيرة من السوريين- وتنتشر فيها معامل النسيج والخيوط والورش الصغيرة - فقد أعاد السوريون هناك زراعة الباذنجان السوري الخاص بالمكدوس (الحمصي)، وجربوا زراعة (البقلة)، ويتحدث الباعة في مدينة 6أكتوبر عن قرب نزولها إلى السوق، وهي ما يميز أكلة الفتوش السوري.

ترك تعليق

التعليق