سكان منصورة الرقة يشترون الماء وهم على ضفة الفرات


يواجه سكان ناحية المنصورة وقراها جنوب غرب الرقة نقصاً في مياه الشرب رغم وقوعها قرب بحيرة خلف سد "البعث" على نهر الفرات. فيما يخشى الكثيرون من أمراض معوية للأطفال ناتجة عن استخدام مياه يشترونها من صهاريج التجار ودون أي تعقيم.

وقال أسامة العباس (32 عاماً) وهو من سكان قرية الأسمر جنوب المنصورة: "نعاني من انقطاع مياه الشرب منذ سنتين".

وأرجع الرجل سبب شح المياه بالمنصورة وقراها إلى "تعطل مضخات المياه الموجودة على نهر الفرات، فنتيجة الأضرار التي لحقت بها أثناء الحرب لم تعد المياه تأتينا حتى في بلدة المنصورة تأتي وتنقطع".

أسامة وعائلته مع سكان قرى "هنيدة" و"العباد" "أبو شجارة" و"القصير" و"البو رجب" و"أبو قبيع" يجبرون اليوم على شراء الماء بسعر 300 ليرة سورية للبرميل الواحد لاستخدامها بالشرب رغم أنها غير معالجة ولم تعقم وتلوثها بالشوائب يجعلها مصدراً لإصابة الأطفال بأمراض في الأمعاء، وفق ما يخبرهم به الأطباء.

وبطبيعة الحال، فإن بعض العائلات تعجز حتى عن تأمين ثمن برميل الماء بشكل مستمر، والذي تضاعف سعره بعد الحرب نحو 10 مرات. فالمنطقة تعاني أصلاً من قلة فرص العمل، وتعتمد على القطاع الزراعي بصورة رئيسية، وعلى التجارة بصور أقل.

وقال أسامة: "نتأمل أن تنحل مشكلة الماء والتعقيم ونصير نشرب منها بالبيوت (..) يعني صار عدنا حلم أنه نفتح الحنفية بالبيت ونلقى الماء جاء عبر أنابيبها".

وأطلقت منظمة "إعمار المنصورة" مشروعاً مدته ثلاثة أشهر لإعادة تأهيل محطات مياه شرب موجودة على نهر الفرات بعد انقطاع مياه الشرب عن ناحية المنصورة وقراها بسبب تعطل المحطات وسرقة المحركات والمحولات الكهربائية، وفق مصدر من المنظمة.


ويتضمن المشروع صيانة أربع محطات هي: "العباد"و"القصير" و"المنصورة" و"أبو قبيع"، لتأمين المياه لنحو ١٢٥٠٠٠ نسمة غرب الرقة، حيث يتركز العمل حالياً في محطتي "العباد" و"القصير".


وتعمل وحدة معالجة المياه في المنصورة بنسبة تصل إلى 70%، وتوفر ماء الري للأراضي الزراعية في المنطقة.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على المنصورة عام 2017 بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي كان يتخذ من الرقة عاصمة لها آنذاك.

ترك تعليق

التعليق