مهجرون يرممون بيوتاً ومتاجر في بلدتين شيعيتين وسط إدلب


يضطر عشرات المهجرين الذين قرروا الاستقرار في بلدتين كانتا موطناً لسكان شيعة وسط محافظة إدلب، لدفع مبالغ كبيرة لتجهيز المنازل والمتاجر.

ترحيل السكان الأصليين من بلدتي الفوعة وكفريا منتصف العام الفائت أعقبه وضع الفصائل، التي كانت مرابطة على جبهات المنطقة، يدها على البيوت والمتاجر.

قُسّمت المنطقة إلى قطاعات فصائلية. ولم تفلح سيطرة الفصائل في إيقاف عمليات موسعة استهدفت نهب وسرقة جميع المحتويات العامة والخاصة للبلدتين.


وقال "أبو عبدو" وهو من مهجري ريف دمشق وحصل على منزل مكون من ثلاث غرف غير جاهزة إضافة لمطبخ بدون مكوناته الأثاثية وأرضية من تراب، "دفعت مبلغ يقارب الـ نصف مليون ليرة لجعله صالحاً للسكن ومع ذلك يحتاج المنزل لمبالغ إضافية حتى يغدو مكتملاً".

وتسبب اتفاق تركي-روسي بترحيل قرابة 30 ألفاً من السكان الشيعة من بيوتهم. وبينما كانت الحافلات تقلهم نحو مناطق النظام كان عشرات المدنيين يتقاطرون للسرقة والنهب.

وبعد أيام توافد عدد كبير من مهجري المدن التي خاضت حروباً طويلة ضد النظام نحو المنازل المنهوبة والتي خلعت نوافذها وأبوابها حتى أسلاك الكهرباء والأرضيات وسيراميك المطابخ والحمامات.


ويقول السكان الجدد إن ارتفاع إيجارات البيوت في معظم مناطق إدلب اضطرهم إلى القدوم والعمل على تجهيز منازل للسكن ومتاجر ومحلات لكسب الرزق.

وتحتاج أغلب المنازل لإعادة تأهيل بدءاً من الصفر.

ويدفع السكان مبالغ لبناء الجدران وطلائها بالإسمنت ثم الدهان. وفي كثير من الأوقات يتوجب عليهم تبليط الأرضيات وتركيب لوازم المطبخ من صرف صحي ومجلى ورفوف.

حصل "أبو نضال" على منزل واسع الأرجاء لكنه كان غير مؤهل للسكن على الإطلاق. تناثر الركام الناجم عن القصف في كل مكان، كان المنزل بلا أبواب في حين تهدمت بعض الجدران وتكسرت الأرضية المطلة على الحديقة الخلفية للمنزل.

وقال أبو نضال لـ "اقتصاد": "دفعت حتى اليوم مليون ليرة للترميم". وردد بينما كان يشرف على عمال البناء الذين يجهزون الأرضية ببلاط مستعمل اشتراه من أحد السكان "لا زال علي دفع الكثير حتى يصبح البيت جميلاً وصالحاً".


بكلفة تتجاوز 5000 دولار افتتح "أبو اليمان" مطعم (شي ناهي) عند مدخل الفوعة حيث يقدم اللحوم المشوية بأنواعها، والشاورما، إضافة للبيتزا والمعجنات.

صمم "أبو اليمان" مطعمه بأناقة واضحة. فقد جهز الأرضية ووضع السيراميك على الجدران بينما كان فرن مصنوع من القرميد جاثماً في زاوية المكان. أمام الواجهة الجميلة للمطعم وضع مكاناً للشاورما وشواية فروج تعمل على الغاز، بينما تلألأ الشارع بالأضواء الملونة الخاصة بالمطعم.

في مكان آخر وسط السوق دفع "أبو صالح" مبلغ 250 ألف ليرة لتجهيز متجره الخاص ببيع المواد الغذائية. وقال "أبو صالح" الذي كان يقف أمام متجره ويسقي محصوله الصغير من الذرة في حوض صغير أمام المتجر "التجهيزات مكلفة أنا دفعت تقريباً أقل مبلغ بينما يضطر غيري لدفع مبالغ تترواح بين نصف مليون وحتى مليوني ليرة".



ترك تعليق

التعليق