موالٍ في اللاذقية لـ "اقتصاد": "سيد الوطن" لا يعلم بأحوالنا


نظام الأسد يسمح بمنح قرض من أجل تأمين حلويات وملابس العيد، وإقبال قليل على الشراء في محافظة اللاذقية، والأهالي حائرون بين الملابس ومستلزمات العيد فالراتب لا يغطي نصف الاحتياجات.

وفي ظاهرة غير مسبوقة، أعلن نظام الأسد عن منح قروض بمناسبة الأعياد بمبلغ "100 ألف ليرة سورية"، يتم تسديدها وفق أقساط شهرية "10" آلاف ليرة سورية لمدة "10" أشهر، وذلك كي يتيح المجال أمام الموالين له لتأمين احتياجات العيد من ملابس وحلويات وتنقلات.

علّق الموظف "خالد ع" في مديرية المواصلات باللاذقية على هذا القرض بقوله لموقع "اقتصاد": "أنا راتبي يبلغ 45ألف ليرة، وإذا كنت سأحصل عل هذا القرض فهذا يعني أنني سأعيش مع أسرتي المكونة من 6 أشخاص بمبلغ 35 ألف لمدة 10 أشهر، وهذا لا يكفي ثمن حليب لطفلي الرضيع وخبز لعائلتي".

وأضاف: "كنا ننتظر منحة أو زيادة في الرواتب دون رفع الأسعار، ولكن الحكومة لا تستجيب لنا ولا أعتقد أن (سيد الوطن) -حسب وصفه- يعلم بأحوالنا، وأظن أن الموظفين الذين يعيّنهم يكذبون عليه، ولا يوصلون الصورة الحقيقية عما نعانيه لسيادته".

وعند سؤاله من قبل الإعلامي "محمد الساحلي" عن ثقته بعدم معرفة "سيد الوطن" بأحوالهم، أجاب بهمس: "لا أستطيع قول غير ذلك، وبالتأكيد هو يعلم ولكن لا يمكن أن ننسب معاناتنا لسيادته".

ومع ذلك فقد هلل بعض المطبّلين للقرض، واعتبروه مكرمة عظيمة مع أنه يعادل أقل من "200" دولار أمريكي.

علق المحامي "حسين م" على هذا القرض بقوله: "لا كتر الله خير من منحنا هذا الحق، فهو لا يكفي لشراء 5 كغ من الحلويات وكندرة وفستان لزوجتي".

هذا وتشهد أسواق الحلويات ركوداً كبيراً نتيجة ارتفاع أسعار الأسعار والتكلفة فقد بلغ سعر "1كغ" من الحلويات الجيدة "مبرومة" نوع أكسترا "15" ألف ليرة سورية، وإذا كان المواطن يريد نوعيات محددة بمواصفات يختارها فسيصل سعر "1كغ" إلى 17" ألف ليرة.

 أما "أبو علي خضر"، صاحب محل حلويات في مشروع الزراعة في اللاذقية، فقد اشتكى قلة الإقبال من قبل الناس العاديين على شراء الحلويات، بينما أكد أن هناك أفراد ممن امتلكوا الثروة خلال فترة الثورة يشترون انتاجه وبكميات كبيرة دون المناقشة بالأسعار، وأضاف: "اللي ما تعبان بالمال ما بيعرف كيف بدو يصرفوا، الله يكتّر من هيك عالم لولاهم ما كنا بقينا فاتحين، والله يعين الفقير اللي ما سرق".

ونسب "أبو علي" سبب ارتفاع الأسعار إلى غلاء المواد الأساسية اللازمة لتحضير الحلويات، وانقطاع الكهرباء الدائم والحاجة المستمرة إلى الاستعانة بالمولدات الشخصية ذات التكلفة العالية.

وللملابس حكاية أخرى وهم مضاعف، فالأطفال لا يعرفون معنى عدم وجود سيولة مادية، ويريدون الفرح بملابسهم الجديدة، وتكلفة أيّ بدل جديد لطفل واحد يعادل نصف الراتب، بالإضافة إلى تكلفة الذهاب إلى مدن الألعاب والمنتزهات، إن لم تطالب العائلة رب الأسرة بالذهاب إلى البحر أو المصايف في كسب وصلنفة.

الحاج "محمد" قال: "أشكو همي وحزني إلى الله، سأغلق باب منزلي وأبقى فيه انا وزوجتي وبناتي، فنحن لم نعد نعرف للعيد طعم، بعد أن قتل ولدي الأوسط وهاجر ابني الكبير واعتقل ابني الأصغر ولا نعلم عنه شيئاً منذ عام 2012".

ترك تعليق

التعليق