أعلاف مستوردة مُسرطنة، وشبهات فساد.. خروج عشرات المداجن في "تلكلخ" من الخدمة


أضرار كبيرة تصيب قطاع الدواجن في منطقة "تلكلخ" وريفها الواقعة في ريف حمص الغربي، حيث أن غالبية المداجن أصيبت بانتشار أمراض وبائية، ولم تنفع كل الأدوية واللقاحات في المعالجة، الأمر الذي أدى لخروج أكثر من ثلاثين "مدجنة" في منطقة "تلكلخ" من خط الإنتاج.

وشغلت مشكلة مرض وموت أعداد كبيرة من الدجاج في منطقة "تلكلخ" أصحاب المداجن والأطباء البيطريين، حيث أن الأدوية واللقاحات لم تحلا المشكلة، وسبب هذه الكوارث الوبائية والجائحات والأمراض في قطاع الدواجن، معروف، إذ يعرف كل من يعمل في هذا المجال أن السبب الأساسي يعود إلى أن الأعلاف المصنوعة من" ذرة وصويا"، تالفة، ورغم ذلك يتم استيرادها والموافقة على إدخالها وتزوير نتائج الفحص المخبري في المرافئ بعد قبض المعلوم من أصحاب الوكالات الحصرية باستيراد الذرة والصويا، وشريكهم في ذلك مخابر المرافئ في سوريا التي لم تعد موضع ثقة أحد إلا التجار المستوردين المستفيدين وشركائهم.

أما وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في حكومة النظام، فلم تبحث عن سبب هذه الجائحات التي تصيب قطاع الدجاج ولم تعوض المنتجين عن خسائرهم، ويبدو أنها ليست في حالة "غيبوبة" أو عجز، بل هي في حالة صحوة كاملة لقبض الحصة من التجار، فكل شيء مستورد يوجد نصيب منه لوزارات النظام ومؤسساته، والمنتفعين من هذه المؤسسات.

بدورهم، فإن أصحاب المداجن الذين تعرضوا لخسائر كبيرة في منطقة "تلكلخ"، وغالبيتهم من أزلام  وشبيحة النظام، وممن قدّم ولداً أو اثنين في سبيل استمراره، يعتبرون أن ما يحدث مؤامرة من جانب حكومة النظام حيال صغار المنتجين، بهدف إخراجهم من خطة الإنتاج، وتدمير مؤسسة الدواجن وحصر منافع قطاعها بأصحاب رؤوس الأموال، وخاصة الجدد منهم، من لصوص "التعفيش" وكبار رموز التشبيح وتجار الحروب وشركائهم.

ويؤكد "علي"، وهو طبيب بيطري من إحدى بلدات ريف "تلكلخ"، بعد متابعته لموضوع وباء الدواجن، أن السبب هو استخدام مواد علفية تالفة، وأن الذرة والصويا المستوردة مصابة بالفطريات وفيها بشكل واضح مادة "الأفلاتوكس" وهي من المواد المسرطنة تُعطى لفئران التجارب لتصاب بالأورام السرطانية من أجل إجراء التجارب عليها.

وعلى الرغم من نفوق أعداد كبيرة من الدجاج من مداجن "تلكلخ" تم تخفيض سعر الكيلو من الدجاج إلى ما دون سعر التكلفة، مع رفع أسعار العلف إلى الحد الأقصى بذريعة ارتفاع الدولار وبلغت الأسعار كما يلي:
 
 -العلف الكيلو 240 ليرة سورية.
-  صوص المداجن 150 ليرة سورية.
في حين سجل سعر مبيع كيلو الفروج 550 ليرة سورية. أما أسعار الأدوية البيطرية فهي "ملتهبة"، حسب وصف شهود عيان.

ويبدو أن موضوع عدم صلاحية الأعلاف أمر يعاني منه كل مربي الدجاج في هذه المرحلة، بحيث لا ينفع معها العلاج البيطري، ودون أي تدخل أو تحقيق من الجهات الرسمية التي تملك جيشاً من الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين وكوادر أخرى، وكلمة السر دائماً أينما تجد أمراً ليس في صالح المواطن السوري المعتر، ستجد "النظام" ورجاله وأتباعه ممن امتهنوا المتاجرة بالمواطن و"الوطن"، باسم "الوطن" نفسه.

ترك تعليق

التعليق