على وقع هاشتاغ "حق المصرية يا ريس".. إغلاق أحد أشهر المطاعم السورية بالاسكندرية


أثار مقطع فيديو نُشر الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجة كبيرة تسببت بمواقف سلبية حيال السوريين في مصر. وتضمن الفيديو استغاثة لسيدة مصرية بالرئيس المصري، من سوري يملك مطعماً في محافظة الإسكندرية، بسبب وجود المطبخ خارج المطعم، واستخدامه "بوتجاز 10 شعلة"، ما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة بمحيط المنزل. وانتشر هاشتاج "حق المصرية يا ريس" كالنار في الهشيم بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تضامناً مع السيدة المصرية.

ونشرت سيدة مصرية مقطع فيديو لوالدتها تستغيث فيه بالرئيس السيسي، قائلةً: "السوريين فتحنا لهم بلدنا، يرضيك يعملوا فينا كده؟!، أنا انتخبتك مرة واتنين وأنا بمشي على كرسي متحرك، متسيبش السوريين يطلعونا من بيتنا".

وعلى إثر هذه المنشورات انتشرت مطالبات بإغلاق المطعم المذكور (عروس دمشق)، ومحاسبة صاحب المطعم. ورافق ذلك آلاف التعليقات كثير منها طالب بطرد السوريين ووقف تعدياتهم بحسب المعلقين. وبالمقابل كان هناك كثير من التعليقات تؤكد أن المشكلة شخصية، بين صاحب المطعم وجارته، ويمكن حلها بالطرق القانونية، دون جعل هذه المشكلة فرصة للتهجم على السوريين ووجودهم في مصر.

أصل المشكلة

للوقوف على حقيقة المشكلة تواصل موقع "اقتصاد" مع عدد من السوريين المقيمين في الإسكندرية ومنهم شخص مقرب من صاحب المطعم والذي حدثنا طالباً عدم الكشف عن اسمه: "المقطع الذي انتشر مجتزأ وغير كامل وما نشر يظهر فيه صاحب المطعم وهو يرد على فتيات بنفس البناء ويطلب أن يحادث أحد الرجال في المنزل بدلاً من الحديث مع النساء دون أن ينظر إليهم حتى بعينه! ومن ثم نشر مقطع لسيدة كبيرة في السن تناشد رئيس الجمهورية بالتدخل لحل مشكلتها مع صاحب المطعم؟!، ليتم على إثرها تضخيم المشكلة الشخصية بينهما، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بتلفيق وتعميم على عموم السوريين في مصر بشكل مبالغ فيه علماً أن المشكلة شخصية تماماً بين صاحب مطعم وجيرانه، ومقطع الفيديو مجتزأ وكان ببدايته كم كبير من الشتائم على الرجل والمطعم".

ويكمل محدثنا: "سبب المشكلة الرئيسي ابتزاز مادي لصاحب المطعم، إذ طُلب منه شراء المنزل بمبلغ كبير، علماً أن نفس الأشخاص قد تقاضوا مبالغ مادية سابقاً منه مقابل أن يتركوه وشأنه دون ازعاج، ويوجد محضر تشهير سابق بين الطرفين المدعي فيه صاحب المطعم، كما أن السيدة الكبيرة في السن لم تتحدث نهائياً مع صاحب المطعم ولم يحدث بينهما أية مشادة كلامية".

ويختم محدثنا: "إننا كسوريين في مصر ضيوف ونعلم جيداً حق الضيف وواجباته ونحترم القانون المصري وحكومة وشعب مصر وإن حدثت أي إساءة فهي تصرف فردي لا يجب أن يتم التعميم نهائياً فيها. ونحن مع أن يأخذ القانون والعدالة مجراهما وهذه الإشكاليات الفردية حدثت وتحدث وستحدث بشكل طبيعي في أي مجتمع.. وما نرجوه ألا تستخدم هذه الحوادث للنيل من العلاقة المميزة بين الشعبين السوري والمصري".

تحرك حكومي وإغلاق مطبخ المطعم

وإثر الضجة التي تسبب بها الفيديو المشار إليه أعلاه، نشرت صفحة مطعم "عروس دمشق" بالإسكندرية بياناً جاء فيه، "تحية طيبة لإخواننا المصريين من إدارة المطعم والعاملين به، الموضوع اللي حاصل موضوع شخصي".

وأضاف بيان المطعم، أنه "للتأكيد، لم يتطاول أحد أو يتعدى (شتم) على حد، ولا عمرنا عملنا كده، لأن أهلنا وجيراننا استقبلونا بصدر رحب، وده واضح من مسيرة 7 سنين للمطعم، واثقين إن إخواننا المصريين حضن لكل الناس، ولا عمرهم يرضوا بأذية حد، وكلنا ثقة بالحكومة المصرية، لو علينا حق، أكيد نتحاسب عليه، ولو لينا حق مش حيضيع في بلدنا مصر".

وبعد ظهر يوم الجمعة شن حي المنتزه ثان برئاسة ياسر الجندي، حملة "مكبرة" على مخالفات المطعم السوري، بمنطقة شرق الإسكندرية ، بعدما حررت كل من شرين شومان وداليا شومان، بلاغاً حمل رقم 15 أحوال بتاريخ 16 أغسطس/آب الجاري، ضد المطعم السوري، بسبب تضرر والدتهن المقيمة في شقة أعلى المطعم من ارتفاع درجة الحرارة بسبب بوتجازات المطعم، وانبعاث روائح كريهة.

 وفي تصريح  لـ ياسر الجندي مع موقع "اليوم السابع" المصري قال فيه إن "الحملة رصدت  العديد من المخالفات، وتم تحرير محضر غلق للمطبخ محل المشكلة للتضرر الواقع على السيدة صاحبة الشكوى"، مشيراً الى أن المطبخ الذى يقع أسفل الشقة لا ينطبق علية شروط الأمن الصناعي ولا يمكن صدور ترخيص له، كما تم إزالة ترابيزات المطعم حيث أن وضعها مخالف ويشكل تعدٍ على الطريق العام".

وللمزيد حول الحادثة وإغلاق المطعم، التقى "اقتصاد" بالمحامي المصري عصام حامد، والذي حدثنا: "تم إغلاق المطعم المذكور بعد وجود عدة مخالفات وفق ما شرحه رئيس حي المنتزه، والمشكلة شخصية وإن كان هناك أي خطأ من طرف صاحب المطعم فقد نال جزاءه وفق القوانين المتبعة".

ويكمل حامد: "المستغرب بهذه الحادثة هو وجود بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي حاولت تضخيم المشكلة بشكل متعمد والإساءة للسوريين الموجودين في مصر عموماً بحادثة فردية، وكل ما أرجوه أن تتوقف هذه الحملة المسيئة طالما قد تمت معالجة المشكلة. والسوريون في مصر شعب منتج ويحبون المصريين، والمصريون يبادلونهم هذا الحب والتقدير".

ويختم حامد: "كما كان هناك تعليقات ومنشورات مسيئة لاحظنا ما يقابلها من منشورات لمصريين ترحب بوجود السوريين في مصر وتدعو إلى عدم تعميم هذه المشكلة على باقي السوريين في مصر وتؤكد على استمرار احتضان مصر للسوريين".

ويُعتبر مطعم "عروس دمشق" أحد أشهر المطاعم السورية في الاسكندرية. وكان يحظى بشعبية كبيرة في أوساط السوريين والمصريين على حدٍ سواء.

وقد حصل "اقتصاد" على صورة خاصة تظهر هدم جانب من مدخل المطعم، بصورة تنبئ بأنه قد يتعرض للإغلاق التام.


ترك تعليق

التعليق