غرفة أو خيمة أو "بلوكوس".. أصناف وتكاليف مساكن المُهجرين الجدد في الشمال


في ظل التصعيد المستمر الذي تشهده مناطق ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي تستمر موجات نزوح الأهالي بسبب كثافة القصف وتعرض المنطقة لدمار هائل تتجاوز نسبته في بعض المناطق ٩٠% كمنطقة قرى خان شيخون وجبل شحشبو والهبيط وما حولها؛ لتبدأ رحلة البحث عن مأوى ولو مؤقت يقيهم حر الصيف، وبرد الشتاء، الذي ربما يطل عليهم وهم على نفس الحال بحسب المؤشرات التي توحي باستمرار نزوحهم.


مسكن بـ ٢٥٠ ألف

"حسين أبو عمر"، وهو نازح من قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، يواصل بناء مسكنه الجديد بعد أن اضطر لترك ضيعته بسبب اشتداد القصف منذ الحملة الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وفي ضيعة "صلوة" شمال منطقة قاح على الحدود السورية التركية، استأجر "حسين" مع مجموعة من أقربائه قطعة أرض لبناء المنزل الجديد المكون من غرفة ومنافعها (مطبخ- حمام) بطول 6.5 متر وعرض ٤ أمتار.

وتحول المخيم الموجود في المنطقة إلى "ضيعة عابدين الصغيرة"، حيث استقر فيها ٨٠% من سكان "عابدين" المهجّرين. وتنوعت طريقة السكن بين خيمة وبيت، كالذي بناه "حسين".

يقول محدثنا إن تكلفة المنزل الجديد وصلت لـ ٢٥٠ ألف ليرة سورية، توزعت بين إيجار الأرض والذي بلغ ١٠ آلاف لمساحة ١٠٠ متر وهو إيجار سنوي؛ وبين تكلفة تسويتها بسبب طبيعتها الجبلية، وثمن مواد البناء وأجرة عمال، وتجهيز حفرة فنية للصرف الصحي.

"الحساب بالورقة والقلم"، يؤكد "حسين": "٧٠٠ بلوكه بـ ٧٤٩٠٠ ليرة وأكياس الاسمنت ١٠ بـ ١٥٠٠٠ وأجرة عمال ونقل أحجار ونحاتة وشباك صغيرة بما يقارب ١٥٠ ألف ليرة".

"استخدمت شوادر وعوازل لبناء سقف البيت بدلاً عن سقف الاسمنت الذي يحتاج لتكلفة أكبر".

ولجأ "حسين" لطريقة تسمى "جملون" وهي عبارة عن أقواس صغيرة تبنى بالبلوك لكي يصبح السقف بشكل مائل بحيث لا تتوقف مياه الأمطار عليه.


الخيمة

بينما بقي "أسامة"، الذي نزح من جبل شحشبو، يقيم في خيمة، إذ لم تسعفه نقوده لبناء البيت، وبالرغم من ذلك فقد أُجبر على دفع تكلفة وصلت لـ ١٠٠ ألف ليرة، حتى أصبحت الخيمة صالحة للسكن.

"أسامة" يقول إنه احتاج أولاً لدفع إيجار الأرض وتسويتها، "كلفتني ٥٠ ألف ليرة"، لأن طبيعة المنطقة الجبلية لا تسمح بوضع الخيمة على حالها خوفاً من سيول الشتاء.

وتابع: "لقد وزعت إحدى المنظمات خيماً، ولكن خيمة وحدة لا تكفي، فاضطررت لشراء خيمة ثانية وسعرها ٥٠ ألف ليرة مع أعمدتها وعوازلها".

وفي المخيم الذي يقطنه "أسامة" أصبحت الغرف المبنية بالبلوك أكثر من الخيم حيث يخشى الأهالي من دخول الشتاء وعناء الخيم مع المطر. ويحاول "أسامة" أن يستدين مبلغاً من المال لتحويل خيمته لغرفة صغيرة.

"حتى لو استقرت الأمور وهدأ القصف، فلقد تحول بيتي لركام ومن الضروري أن أجد سكناً بديلاً"، يقول "أسامة" متحسراً.

غرف "البلوكوسات"

وهي غرف تبنى على شكل شبه اسطواني بحيث يكون السقف من البلوك على شكل قبة ومن المعروف أن هذا النوع من الغرف كان يستخدم كمستودع للمعدات الزراعية ضمن الأراضي.

بات الأهالي يلجؤون لهذه الطريقة لبناء مساكن جديدة بكلفة أقل حيث أنها لا تحتاج لأي أعمدة أو حديد.

وبحسب "أبو غسان" صاحب ورشة بناء فإن تكلفة بناء الغرفة الواحدة بمساحة ٤ أمتار طول و٤ عرض يبلغ ١٣٠ ألف ليرة سورية.

تُعتبر "البلوكوس" مسكناً ملائماً، وتتقارب تكلفتها مع الخيمة، إلا أنها تعد أفضل في مواجهة العوامل الجوية.

وعلى اختلاف المساكن وتنوعها، إلا أن الأهالي يعانون من تكلفتها التي زادت من عبء النزوح. ويُقدّر فريق منسقي الاستجابة أعداد النازحين منذ الهجمة العسكرية التي بدأت في شهر نيسان من العام الجاري، بـ ٧٥٠ ألف شخص، توزعوا على مدن وبلدات الشمال والمخيمات، وأبرزها "قاح وأطمة"، حتى منطقة "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بريف حلب.



ترك تعليق

التعليق