من مشاهد النزوح في إدلب.. وكأنها القيامة


أدت زحمة السيارات والنازحين يوم السبت إلى إغلاق الطريق الدولي سرمدا-باب الهوى، حيث كان الأوتستراد بإسفلته القاسي شاهداً على عملية التهجير الممنهج التي تجري في الوقت الراهن، بريفي حماة وإدلب.

وفي إحدى سيارات الـ "بيكاب" يجلس "أبو أحمد" مع عائلته في الخلف. يقول الرجل الكهل بينما كانت دموع أطفاله تلخص قساوة المشهد، "لوين بدنا نروح؟ معد في شي معنا غير هالسيارة اللي نجونا فيها مع بعض الأمتعة. واليوم لا بيت ولا أي سقف يحمينا ويحمي أطفالنا. سننام في العراء كحال باقي العائلات اللي هُجرت".

ولم تنقضِ أيام على إبرام اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب وحماة بداية الشهر الحالي، إلا وقام الاحتلال الروسي وميلشيا الأسد وإلى جانبهم ميلشيا حزب الله اللبناني وإيران، بهجمة أكثر شراسة ودموية على المنطقة، التي تعتبر آخر مواقع سيطرة الثوار في سوريا.

نازح آخر يدعى "أبو خليل" قال لـ "اقتصاد" بينما اصطفت إلى جانبه أمه وزوجته وأطفاله الثمانية، "أتمنى من الله عز وجل أن كل من سكت وتخاذل عن نصرتنا وعلى قتلنا وتهجيرنا، أن يصيبه ما أصابنا".

وفي كل يوم يشهد "المحرر" مجازر في عدة مناطق من أرياف إدلب وحماة، ليكون النظام بهذه الحالة قد انتقم لقتلاه وشبيحته على الجبهات بقتل الأبرياء في استهداف واضح للأماكن المكتظة بالمدنيين، لذلك يفر الآلاف هرباً من الموت نحو المناطق الشمالية.

وعلى قارعة الطريق جلست الحاجة "فاطمة" ومعها ابنتها وأحفادها. كل الجهود التي بذلتها فاطمة للبحث عن غرفة للإيجار كانت دون جدوى. تقول لـ "اقتصاد": "منذ ساعتين أبحث عن غرفة أعيش فيها مع ابنتي وأطفالها، لكني لم أجد".

وتابعت: "أحد أصحاب المنازل قال لي يوجد بيت بـ4 غرف ومنتفعاتهم ولكن إيجاره 350 دولار أمريكي بالشهر. وكأني سائحة وأتيت كي أقضي شهر اصطياف في مناطق لا تصلح للسكن".

وبينما كانت فاطمة تتحدث كان أحد الرجال النازحين يصيح بصوت مرتفع: "يارب إذا نحنا بإدلب وإيجار البيت صار 400 دولار شو رح يصير فينا إذا طلعنا لبرا!!".

ثم دمعت عيناه..

ترك تعليق

التعليق