النظام ينتقم من أهالي الغوطة.. بالكهرباء


"لم يسمحوا لي بتوصيل التيار الكهربائي لورشة الخياطة التي أملكها في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية، إلا بعد دفع مبلغ 100 ألف ليرة، مقابل الحصول على براءة ذمة من شركة الكهرباء عن السنوات الماضية والتي كانت الغوطة الشرقية تعيش فيها بلا كهرباء"، هكذا بدأ "أحمد حسين" من سكان بلدة حمورية، حديثه لـ "اقتصاد"، فالوضع المعيشي في الغوطة، بحسب "أحمد" لا يسمح للشخص أن يكون عاطلاً عن العمل، "لذلك قررت أن أعيد افتتاح ورشة الخياطة، لكن البداية لم تكن جيدة، فمؤسسات النظام بدأت بابتزاز من تبقى في الغوطة".

لم يترك نظام الأسد أي وسيلة للانتقام من أهالي الغوطة الشرقية إلا ومارسها. فمن الاعتقال، إلى التجنيد الإجباري وفرض الضرائب والاتاوات، وصولاً إلى مصادرة الممتلكات، وأخيراً الاشتراط على السكان دفع المبالغ المالية المتراكمة منذ عام 2011 المتعلقة بالمياه والكهرباء والهاتف والضرائب العقارية، وتبرئة ذممهم حيالها. مع الإشارة إلى أن كل هذه الخدمات لم تكن مُفعّلة من جانب النظام، حينما كانت المنطقة خارج سيطرته.
 
وأفاد "محمد علي"، (38) عاماً، من سكان بلدة عين ترما، في حديث خاص لـ "اقتصاد"، بأن شركة الكهرباء العامة بريف دمشق أبلغت السكان عن طريق البلديات ومسؤول الأعيان، بأن عليهم دفع ما يترتب عليهم من فواتير سابقة للكهرباء والماء والهاتف، منذ خروج مناطق الغوطة الشرقية عن سيطرة نظام الأسد، وذلك كشرط لإعادة تفعيل الكهرباء لساعات طويلة وبانتظام، للمنازل.

ويروي محدثنا: "عندما سمعت بهذا القرار توجهت إلى شركة الكهرباء للاستفسار عن ما يترتب علي من فواتير مالية، وعند سؤالي لهم، قالوا عليك دفع مبلغ 80 ألف ليرة، فواتير سابقة للكهرباء والمياه. حقيقةً صُدمت للغاية من هذا الرقم، حيث أن آخر فاتورة قمت بدفعها قبل سيطرة الثوار على مناطق الغوطة الشرقية بعدة أشهر، ولا يمكن أن يكون هذا المبلغ حصيلة استخداماتي، إذ أن الكهرباء قُطعت من وقتها. لا أعلم من أين سأقوم بجمع المبلغ، حيث لا فرص عمل، والأسعار غالية، والحياة صعبة جداً".
 
وأصدرت شركة الكهرباء العامة بريف دمشق قراراً بمنع تركيب أي عداد كهرباء تجاري أو منزلي قبل حصول المستفيد على براءة ذمة مالية، كما أوقفت مديرية الكهرباء تزويد المنازل بالكهرباء رغم وجود العدادات القديمة، ووضعت المديرية آلية لتقدير استهلاك الكهرباء منذ بدء التغذية حتى الآن، للمنازل التي فقدت عداداتها، أو التي كانت تستجر الكهرباء بدون تمريرها عبر العداد.

يُذكر أن قوات الأسد وميليشياته الإيرانية سيطرت على بلدات الغوطة الشرقية في شهر نيسان من عام 2018 الفائت بعد هجمة شرسة بدعم من طائرات الاحتلال الروسي واستخدام السلاح الكيماوي، وهُجّر حينها الرافضون لمشروع التسوية والمصالحة إلى محافظة إدلب وريف حلب، شمال سوريا.

ترك تعليق

التعليق