مبادرات فردية وجماعية لاستقبال المُهجّرين في إدلب


مع اشتداد المعارك وتكثيف القصف على مناطق ريف إدلب الجنوبي، تزداد معها قوافل المُهجّرين باتجاه مدن وبلدات المحافظة الشمالية، وتتفاقم معاناتهم في ظل عدم توفر المأوى الذي يخفف عنهم حرارة الصيف، ويُؤمّن لهم أبسط مقومات الحياة.

على الطرق الرئيسية التي تسلكها قوافل المُهجّرين، وقف عدد من الشباب يقدمون الماء البارد ووجبة طعام وبعض الفواكه.

كانوا يستقبلون المُهجّرين بابتسامة وترحيب كبير، ليُنزلوا من يرغب منهم ببعض المساكن التي تم تجهيزها مسبقاً وهي عبارة عن مدارس أو بيوت تبرع بها أصحابها.

ويعمل الشباب المتطوعون تحت اسم "فريق نور المدينة التطوعي" ببلدة سرمين في ريف إدلب. وقد أُسس فريقهم منذ تهجير أول دفعة من أهالي ريف دمشق في عام ٢٠١٦.

"سعد"، أحد أعضاء الفريق يوضح لـ "اقتصاد" أن الفريق يعمل ضمن الامكانيات المحدودة المتوفرة لديه ويتلقى دعماً من أهالي سرمين بالداخل، ومن المغتربين. ويضيف أن مساعدة المُهجّرين كان الهدف الرئيسي لتشكيل الفريق.


"إدلب معكم"

وفي حملة مشابهة، عمل فريق "مشاريع صغيرة" مع مجموعة من المتطوعين في مدينة إدلب على إطلاق نشاطات تهدف لإغاثة مُهجّري ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

يقول "أحمد قطيع" مدير الفريق إن طابع الحملة شعبي بامتياز، ويعمل ضمنها شباب من مدينة إدلب، كما تشارك فيها بعض الفعاليات المدنية والتجمعات الشعبية الأخرى.

ويتم استقبال المُهجّرين على مداخل المدينة، ويبدأ العمل على تأمين مساكن لمن لا يتوفر لديه القدرة على تأمينها.

وتختلف المنازل التي تساعد الحملة في تأمينها، وهي عبارة عن بيوت غير مكتملة يتم تجهيزها على عجل وتسليهما للعوائل؛ أو منازل تقدم من متبرعين وفي حال عدم توفرها يتم التواصل مع المخيمات القريبة لتأمين المساكن.

وبحسب "أحمد قطيع"، فإن الحملة تعمل من خلال جمع التبرعات على تقديم دعم لوجستي للعائلات الأكثر فقراً عبر تزويدهم بأغطية وفرش بسيط ومستلزمات حياتية ضرورية.


مبادرات من جانب منظمات إنسانية

كما أعلنت الكثير من المنظمات الإنسانية والمجالس المحلية في الشمال المحرر عن استعدادها لاستقبال قوافل المُهجّرين والعمل على تقديم العون لهم.

"منتدى أسعى الانساني"، أعلن عن حملة جديدة بعنوان "لنكن عوناً"، والتي تهدف إلى التخفيف عن المهجرين من ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

وقامت مجموعات من المنتدى بالتعاون مع أفراد من الدفاع المدني منذ الصباح الباكر، بالانتشار بمحيط الطرق الرئيسية التي يعبر من خلالها المهجرون، واستقبلوهم بعدد من وجبات الطعام المعدة مسبقاً.

كما عمل المنتدى ضمن الحملة بحسب مديره "مالك حاج علي" على التواصل مع المخيمات على الحدود التركية وتأمين عشرات الخيم لإيواء المهجرين.

وقد بلغ عدد المستفيدين من الحملة بعد يومين على انطلاقها أكثر من 800 عائلة.


مجلس محلي

كما أعلن مجلس تفتناز المحلي بريف إدلب، بمساعدة جمعية "تجمع أهل الخير"، عن إنشاء مخيم في البلدة يتسع لقرابة ٣٠ عائلة.

"عبد السلام غزال" مدير المكتب الإعلامي بالمجلس، قال لـ "اقتصاد" إن المخيم تم إنشاؤه لكي تستوعب البلدة أعداداً إضافية من المهجرين بعد أن تم تأمين عشرات العوائل في المنازل الفارغة المتوفرة لدينا.

وتابع: "تأسيس المخيم جاء بمبادرة من جمعية (تجمع أهل الخير) حيث عملت مع المجلس المحلي على جمع التبرعات لشراء الخيم وتجهيزها، ويعمل القائمون على تأمين المياه والخبز بشكل مجاني للعوائل داخل المخيم".


خلال حديثه أشار "عبد السلام غزال" أن أعداد عوائل المهجّرين في تزايد مستمر، وأن من يجلسون في العراء باتوا أكثر ممن تم تأمينهم في ظل عجز إمكانيات المجلس على استيعابهم.

وعليه فقد ناشد محدثنا عبر "اقتصاد" المنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية لتكثيف جهودها وتقديم خدماتها لتأمين جميع العوائل التي فرت من تحت حمم الموت ولا تجد لها مأوى.

ووفق فريق منسقو الاستجابة فإن نزوح الأهالي مستمر من مناطق ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي بأعداد هائلة وقد وصلت أعداد النازحين لقرابة 19231 عائلة خلال الفترة الممتدة بين ١١ إلى ١٥ من الشهر الجاري.

ترك تعليق

التعليق