نتيجة لعراقيل النظام.. سكان أصليون يضطرون لاستئجار منازل في مدينة داريا


اضطر "محمد"، وهو من سكان مدينة داريا غربي العاصمة، إلى استئجار منزل في حي الشاميات بمدينته، التي أُخليت بشكل تام في أيلول 2016.

ويقول محمد الذي فضل الحديث تحت اسم مستعار لأسباب أمنية، إن منزله يقع في المنطقة الغربية من المدينة وهو القسم الذي كان يسيطر عليه الثوار وقد مُنع السكان من العودة إلى منازلهم في تلك المنطقة. وهذا ما جعله "مجبراً على استئجار منزل بـ 35 ألف ليرة شهرياً".

وليس محمد وحده من يدفع المال للحصول على سكن في داريا على الرغم من امتلاكه منزلاً في المدينة. فهناك العديد من الأشخاص الذين استأجروا شققاً ومنازل قام أصحابها بتأهيلها وجعلها صالحة للسكن. وتتراوح المبالغ التي تدفع للإيجار بين 33 وحتى 45 ألف ليرة.

وبعد عدة أشهر من إفراغه داريا نتيجة اتفاق مع فصائل الثوار، أعلن النظام عن سماحه بعودة السكان.

ومنذ تلك الفترة تمشي خطوات العودة بشكل بطيء جداً نتيجة العراقيل التي تضعها الجهات الأمنية التابعة للنظام إذ حُصر سكن الأهالي بقطاع واحد يبدأ من الدوار من جهة دمشق وحتى ساحة شريدي. كما يحتاج السكان الراغبون بالعودة للحصول على بطاقات أمنية تخولهم الإقامة وإعادة تأهيل بيوتهم المدمرة والمنهوبة.

الظروف القاسية خارج المدينة أجبرت عشرات السكان على العودة إلى مدينتهم رغم جميع العراقيل التي يضعها النظام.

فور الإعلان عن اسمه في سلسلة النشرات التي يبثها المكتب التنفيذي لمدينة داريا قرر "أبو حسن" (اسم مستعار) الدخول إلى المدينة والسكن مهما كلفه الأمر. لكنه واجه مشكلة تتلخص في وجود منزله خارج نطاق البقعة الجغرافية المحصورة بالسكن والتي سمح النظام بالإقامة داخلها. وهذا ما جعله يبحث عن أحد الأشخاص الذيمن رمموا بيوتهم ولم يقرروا السكن في المدينة واستئجار المنزل.

تتنوع الأسباب التي تدفع أبناء داريا للسكن بالإيجار في المدينة. أبو حسن يشتكي من المعيشة القاسية كنازح خارج المدينة. يقول "أدفع مبلغ 70 ألف ليرة كإيجار شهري أما هنا فأنا أدفع نصف المبلغ وأعيش في مدينتي".

أما محمد فاختار الإقامة لأنه يعمل في مجال البناء وهذه فرصة ذهبية في نظره للحصول على عمل متواصل حيث يقول "عشرات السكان مشغولون بترميم بيوتهم لذلك أنا أعمل هنا بشكل يومي".

لا تتوفر البيوت الجاهزة للإيجار بكثرة في داريا. ويبحث العديد من الأشخاص عن منازل لكنهم يقولون إنهم لم يعثروا حتى الآن على مأوى داخل المدينة.

ترك تعليق

التعليق