النظام "يتحالف" مع العقارب.. ضد المناطق الخارجة عن سيطرته بالحسكة


كشفت مصادر عاملة في المجال الطبي والصحي في محافظة الحسكة شرقي سوريا، عن نقص حاد في الأمصال اللازمة لمعالجة المصابين بلدغات العقارب، وذلك في عدد من المشافي في مدينة الحسكة وريفها.

وقال "أبو يزن الحسكاوي" عضو مرصد الحسكة الذي يغطي أخبار المنطقة الشرقية نقلًا عن تلك المصادر، إن "ارتفاع درجات الحرارة يزيد من لدغات العقارب في مناطق مختلفة من محافظة الحسكة، التي تعاني من انقطاع مصل العقارب بسبب حرمان النظام السوري مشافي المحافظة من مصل زعاف العقارب الأساسي، وسط سوء في الحالة العامة وانقطاع الكهرباء النظامية لساعات طويلة".

وأضاف في حديثه لـ"اقتصاد"، أن "النظام السوري يعمل جاهداً على حرمان المناطق التي لا تخضع لسيطرة قواته، من الدواء، فهو يحرمهم من كل شيء طبي ويحرمهم من أبسط الأدوية والمستحضرات الطبية الخاصة للمشافي الوطنية في مختلف أرجاء محافظة الحسكة".

وتوجد أربعة مشافي محرومة من المنح المقدمة من حكومة النظام بشكل كامل كونها تخضع لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د"، والمشافي هي "رأس العين، ومشفى المالكية الوطني، ومشفى الشدادي، ومشفى الحسكة الوطني، جميعها  محرومة وبشكل كامل من كافة المستلزمات الطبية، وتعاني بشكل حاد من نقص في مصل لدغات العقارب، حسب المصدر ذاته.

وتشهد محافظة الحسكة موجة حرٍّ شديدة، إذ تراوحت درجات الحرارة ما بين 45 و50 درجة، خلال الأيام القليلة الماضية، ما أدى لحدوث العديد من حالات ضيق التنفس والغثيان بين سكان المنطقة وخاصة الأطفال، يضاف إلى ذلك انتشار الأفاعي والعقارب نظراً لشدّة الحرّ.

ولم يقتصر الأمر على حرمان نظام الأسد المشافي من أمصال لدغات العقارب، بل عمد إلى نقل الأطباء من جميع تلك المشافي إلى مشفى القامشلي الوطني الذي يخضع لسيطرة قواته. والذي تتوفر فيه كل المستلزمات الطبية.

ويُعتبر المشفى الوطني بالقامشلي هيئة مستقلة، ويتم أخذ مبالغ مالية ورسوم من اﻷهالي المرضى الذين يراجعون المشفى الوطني بغاية طلب العلاج والدواء.

وشهرياً، يوثق "مرصد الحسكة"، ما بين 7 إلى 10 حالات إصابة جراء اللدغات السامة من قبل العقارب واﻷفاعي في المناطق المحرومة من الدواء والمصل المضاد للدغات، في حين يبين المرصد أن هذه  اللدغات غالباً ما تكون مميتة.

وقدّر مصدر طبي نقل عنه مرصد الحسكة، حاجة تلك المشافي إلى الأمصال المضادة للدغات العقارب، وقال إن "في كل منطقة يحتاج المشفى يومياً إلى 5 فلاكونات من المصل المضاد للدغة العقارب، إذ تراجع تلك المشافي بشكل يومي 5 حالات بشكل تقريبي أي ما يقارب 150 حالة لدغ شهرياً يتم تسجيلها في  تلك المشافي المحرومة من المصل العلاجي".

وأضاف المصدر الطبي ذاته، أنه بشكل شهري يتم توثيق ما يقارب 500 لدغة في مختلف مناطق محافظة الحسكة التي تخضع لسيطرة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د"، والذين يعجزون عن تأمين الدواء والعلاج  لمثل تلك الحالات، مشيراً إلى أنه يتم إعطاء المصابين باللدغات العادية علاجاً إسعافياً وهو عبارة عن  مخدر موضعي في مكان اللدغة، بالإضافة لحقن إبرتين  في العضل وهما ديكسون ولارفين.

كما يلجأ بعض المعالجين إلى إعطاء المصل الأجنبي من النوع الهندي المضاد للدغة العقرب، وهو الإجراء البديل عن المصل السوري النظامي الذي يخص تلك اللدغات، والذي يدخل عن طريق دول الجوار بطرق غير نظامية وسط ظروف بيئية سيئة جداً وتخزين سيء جداً، كونه  بحاجة لبرادات، كي لا يفسد مفعوله.

واستنكر المصدر الطبي، عدم سماح قوات نظام الأسد بإرسال المصل المضاد للمشافي في الحسكة وريفها، والذي يُعتبر أهم  مادة مستخدمة ضد اللدغات، وبالتالي فإن النظام يمنع عن اﻷهالي أبسط حقوقهم في أخذ العلاج الذي يقيهم من الموت جراء سموم العقارب والأفاعي.

وأشارت المصادر الطبية في المنطقة، إلى أنه في غالب الأحوال لا تكون لدغات العقارب مميتة، لكنها  تؤثر بشكل كبير جداً على الأطفال دون سن العاشرة من العمر، وتظهر علامات التكزز والاختلاج عليهم بعد إصابتهم باللدغة.

ولم يقتصر حرمان نظام الأسد المرضى والمصابين من مصل لدغات العقارب، بل امتد الأمر لحرمان مرضى الفشل الكلوي في مناطق المالكية ورأس العين بريفي الحسكة الشرقي والغربي، من المواد المستخدمة في غسيل الكلى.

وقالت مصادر محلية، إن "النظام السوري يحرم مرضى الفشل الكلوي من المواد المستخدمة في غسيل الكلية في مشافي مدن المالكية ورأس العين، وسط انتقادات واسعة من أهالي المرضى لحكومة نظام الأسد  بسبب تأخر تأمين جهاز لغسيل الكلى".

في حين أن الأوضاع ساءت في تلك المشافي بالنسبة لمرضى الكلى بشكل ملحوظ، إذ أنهم باتوا مضطرين لشراء الأدوية اللازمة لهم من حسابهم الخاص الأمر الذي فاقم من معاناتهم، حسب عضو مرصد الحسكة "أبو يزن الحسكاوي".

وتعرضت كثير من المشافي في مناطق سيطرة قوات نظام الأسد والوحدات الكردية، في المنطقة الشرقية، للعديد من الانتهاكات جراء تضررها أو دمارها على يد عناصر تلك القوات بسبب العمليات العسكرية في فترات سابقة. يضاف إلى ذلك تعرض كثير من محتوياتها للنهب والسرقة على أيدي مجموعات من القوات ذاتها.

وكان ناشطون إعلاميون وثقوا في السياق ذاته، الإثنين، انهيار مشفى" السلام الخاصة" في قرية الشيخ حمد التابعة لناحية مركدة جنوبي الحسكة، بعد استهدافها من قبل مجهولين بعبوات ناسفة، إذ اقتصرت الأضرار على الماديات فقط.



ترك تعليق

التعليق