الوصاية الإيرانية لم تنقذ المقام.. اعتداءات وسرقات في السيدة زينب


"يستغلون الازدحام والفوضى ويفضلون سرقة النساء. ينشلون الهواتف المحمولة والحقائب والحلي من زوار مقام السيدة زينب"، هذا ما يرويه لنا "سعيد" (اسم مستعار)، وهو مالك أحد المحال التجارية قرب مقام السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، واصفاً ما يشهده المقام من انتشار لظاهرة السرقة والتي لا تعتبر ظاهرة جديدة بحسب "سعيد"، لكن وتيرتها ارتفعت بشكل ملحوظ مؤخراً.
 
ويتابع "سعيد" حديثه لـ "اقتصاد": "أطفال ونساء ورجال باتوا يمتهنون التسول والسرقة بدايةً من باب المقام مروراً بكل أقسامه وعلى الرغم من وجود قوى للأمن داخل المقام وفي محيطه، إلا أن حوادث السرقة تحدث بشكل يومي. وكثيراً ما يشكو زبائني من تعرضهم للسرقة داخل المقام، كان آخرهم امرأة إيرانية سُرقت حقيبتها في الموضئ. كما يشكّل الزوار من جنسيات خليجية أهدافاً سهلة وثمينة للصوص".
 
 ويردف "سعيد": "رغم إثارة الموضوع عدة مرات، إلا أن الأمر لم يجد آذاناً صاغية لدى الجهات المعنية (التابعة للنظام)، ولا من جانب أمن المقام (التابع بشكل مباشر لإيران)، حتى أن معظم من يتعرضون للسرقة باتوا لا يجدون نفعاً من تقديم شكوى".

"منظر سيء جداً مقابل باب المقام"، يقول "يزن"، وهو من سكان السيدة زينب. ويتابع: "عند مدخل المقام ينتشر أطفال يقومون بسرقة الزوار وآخرون يقومون بالتسول. ويعمل هؤلاء بشكل منظم. لا أدري إذا كان هذا التنظيم من قبل أهاليهم أو أن هناك جهات تدير هذه الحالة وهو ما يفسر تغاضي أمن المقام عنها".

 ويتابع "يزن": "لا يقتصر الأمر على حالات السرقة داخل المقام، فالوضع بشكل عام في السيدة زينب ليس جيداً، فكل حي يخضع لمزاجيات وتصرف أزعر أو مجموعة زعران تتبع لإحدى الجهات التي تشكل غطاء لهم ولتجاوزاتهم، حتى أنهم باتوا يعتدون على الزوار مستغلين لباسهم العسكري، كما يستخدمون السلاح في كل مشاجرة دون تدخل أي سلطة سواء كانت إيرانية أو سورية".

وسائل التواصل الاجتماعي المهتمة بمنطقة السيدة زينب بدأت بتوجيه تحذيرات للزوار منها ما نشرته صفحة "أخبار السيدة زينب" على "فيسبوك" موجهة تنويهاً إلى الزائرات بشكل خاص، بعد ورود عدة شكاوى بخصوص السرقات محذرة من مصافحة الغرباء والانتباه إلى الحقيبة والهاتف وعدم حمل مبالغ مالية كبيرة، والإبلاغ عن أي مشتبه به.

تُعتبر منطقة السيدة زينب من أهم مناطق السياحة الدينية في سوريا، كون مقام السيدة زينب الموجود فيها، يُعتبر أهم الأماكن المقدسة للطائفة الشيعية في سوريا، حيث كانت المنطقة، ولا زالت، ترفد خزينة النظام بالملايين حصيلة وفود الزوار القادمين من عدة دول، وما يرافق هذه الوفود من نشاط للحركة التجارية. ولكن رغم أهمية هذه المنطقة إلا أنها لم تنجو من الإهمال والفوضى، كما لم تساهم الرعاية الإيرانية والإشراف المباشر من جانب طهران على المقام ومحيطه، في ضبط الوضع ولجم ميليشياتها المتواجدة هناك.

ترك تعليق

التعليق