هرباً من الارتفاع الجنوني للإيجارات بمصر.. مبادرة سورية لنقل السكن إلى مناطق جديدة


مع الارتفاع الخيالي لإيجارات المنازل في مدينة السادس من أكتوبر، أطلق عدد من السوريين المقيمين في مصر مبادرة مجتمعية لنقل سكنهم الى المدن الجديدة القريبة من السادس من أكتوبر مثل حدائق أكتوبر أو حدائق الهرم، وهي مبادرة لاقت استحساناً وإقبالاً جيداً فور اطلاقها، ويأمل أصحابها أن تنتقل لباقي المحافظات المصرية التي يقطنها سوريون لتخفيف الأعباء المادية التي تترتب عليهم شهرياً.

وقد حاور "اقتصاد" في هذا التقرير عدداً من السوريين في مصر لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه المبادرة.


انطلاق المبادرة

للحديث عن ذلك التقى "اقتصاد" بمطلق المبادرة الصحفي ضياء إسماعيل، والذي حدثنا بالقول:" بدأنا التفكير بذلك انطلاقاً من همنا الشخصي، والمعاناة من الارتفاع الأخير بإيجارات الشقق السكنية حيث ارتفعت خلال العام السابق للضعف تقريباً، في ظل الطلب الكبير على المساكن في مدينة السادس من أكتوبر بحكم تواجد السوريين بشكل كبير بها، ومحاولة أصحاب الشقق استغلال ذلك، حيث وصل ايجار شقة مفروشة في منطقة الحصري إلى قرابة 4500 جنيه مصري، واذا كانت من دون فرش إلى قرابة 3000 جنيه مصري، وفي باقي أحياء أكتوبر لا تقل عن 2000 جنيه، أما في الأحياء على أطراف أكتوبر تراوحت الإيجارات بين 1000 و1500 جنيه مصري".

ويكمل ضياء: "من هنا انطلقت فكرة إطلاق مبادرة لتجميع أكبر عدد ممكن من السوريين الراغبين بإيجاد شقق بإيجارات معقولة، وقمت بالنشر عنها على مجموعات السوريين في مصر على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالفعل لاقت ترحيباً كبيراً. وخلال فترة بسيطة وصل عدد الراغبين بذلك إلى العشرات، ومن ثم بدأنا بالبحث عن مناطق جديدة قريبة من أكتوبر تتوافر فيها خدمات ومواصلات وسكن جديد والايجارات فيها لا تتعدى 700 جنيه مصري للشقة غير المفروشة، وقد انتقلت بالفعل مع عدة عائلات سورية إلى هذه المناطق وأي عائلة تتواصل معنا نقوم بمساعدتهم بإيجاد هذه الشقق، ونقدم هذه الخدمة من دون أي مقابل مادي ترسيخاً للتكافل الاجتماعي بيننا".

ولدى سؤالنا لـ ضياء عن توافر الخدمات والمواصلات بهذه المناطق أجابنا: "جميع الخدمات متوفرة في هذه المناطق من مواصلات، ومحلات تجارية، ومدراس ومراكز صحية، فهي مناطق سكن جديدة تتوافر فيها كل المصالح الحكومية، وبعد أن نجحت مبادرتنا في أكتوبر تواصلت معنا عدة عائلات من محافظات أخرى لمساعدتهم بإيجاد مناطق أسعارها مناسبة، وقريبة منهم، لينتقلوا إليها، وهذا ما سنعمل عليه بالفترة القادمة في محافظة الإسكندرية وباقي المحافظات".

ويكمل ضياء: "ومن الحالات التي استفادت من المبادرة عائلة سورية قادمة من السودان كانوا قد استأجروا شقة في أكتوبر، ودفعوا 9 آلاف جنيه منها شهر إيجار، وشهر تأمين مع عمولة المكتب العقاري، وقد تركوا شقتهم وانتقلوا معنا على الرغم من خسارتهم لما دفعوه".

كما التقى "اقتصاد" بالسيدة "شفاء"، وهي أرملة ومعها أطفالها الثلاثة، وقد حدثتنا عن تجربتها: "كنت أقيم مع أطفالي في الحي الرابع من أكتوبر وخلال سنتين كان إيجار المنزل 1200 جنيه مصري شهرياً. ومنذ شهرين طلب مالك الشقة زيادة الإيجار إلى 2500 جنيه مصري أو علينا مغادرة الشقة، خلال هذه الفترة قرأت عن المبادرة التي أطلقها الأستاذ ضياء وتواصلت معه وبالفعل ذهبنا مع مجموعة من السوريين إلى منطقة حدائق أكتوبر، ووجدنا عدة شقق واستأجرت إحداها بمبلغ 700 جنيه شهرياً مع شهر تأمين بنفس المبلغ".

وتختم محدثتنا: "أنصح السوريين في أكتوبر بحكم تجربتي، بالانتقال إلى هذه المناطق الجديدة، والاستقرار فيها. فالشقق جديدة ورخيصة ومتوفرة بكثرة والايجارات معقولة ومقبولة جداً".


أرخص المناطق للسكن في الإسكندرية

لمعرفة ما هي أرخص المناطق للسكن في مدينة الإسكندرية، التقى "اقتصاد" بالأستاذ أسامة جركين، أدمن مجموعة البيت السوري، وهي مجموعة مشهورة على "فيسبوك" في مصر، والذي حدثنا بالقول: "أغلب السوريين بالإسكندرية يقيمون في مناطق: (العصافرة-المندره- ميامي) والقليل موزعين في مناطق أخرى متفرقة. الأسعار في هذه المناطق تتراوح للشقق غير المفروشة بين1000 و 2000 جنيه مصري".

وعن أرخص المناطق بإيجار الشقق يقول ٍأسامة: "أرخص المناطق بالإسكندرية منطقة فيصل والأسعار فيها لا تتجاوز 1000 جنيه وتتوافر فيها كافة الخدمات الأساسية، كما هناك تجمع في ضواحي الإسكندرية منطقه العجمي والتي تقل فيها الإيجارات لتصل إلى 600 جنيه، ولكنها تبعد قرابة ساعة عن المدينة وفيها مناطق شعبية".

ويختم محدثنا: "أنصح بالاستئجار في مناطق المندرة وميامي في وسط المدينة فهي أفضل من حيث الخدمات وتوافر المحلات السورية وآمنة جداً للعائلات فمنطقة ميامي مثالاً يمكن الاستئجار فيها بـ 1500 جنيه شهرياً".


ترك تعليق

التعليق