"محلي إدلب" يوجه إنذاراً بإخلاء ساحة الساعة من البسطات.. وسط اعتراض المعنيين


وجّه المجلس المحلي إنذاراً جديداً للبسطات التي تشغل وسط مدينة إدلب، وتحديداً، ساحة الساعة، لإخلاء المنطقة وإفراغها من البسطات التي تشغل الرصيف.

كان المجلس المحلي التابع لمدينة إدلب، قد وجّه إنذاراً سابقاً، منذ عدة أشهر، لكافة البسطات التي تقع في ساحة الساعة وسط المدينة، بالإخلاء، في مدة لا تتجاوز الـ 72 ساعة، والسبب أن البسطات تشغل الأرصفة وتعيق حركة المارة، على حد وصف المجلس المحلي في نص الإنذار الصادر عنه.

"أبو سامر"، صاحب بسطة لبيع القهوة والمشروبات الباردة، تحدث لـ "اقتصاد" عن هذا الموضوع: "من البداية بعد أن تهجرنا من مدينتنا إلى الشمال المحرر قررنا فتح بسطة لبيع القهوة والمشروبات الباردة للعيش منها. ومنذ عدة أشهر وجّه لنا المجلس المحلي إنذاراً للإخلاء من هذه المنطقة والذهاب لأماكن يتواجد بها قلّة من المارة والناس، وعندها اعترضنا على هذا القرار المجحف بحقنا. وبتلك الفترة قدمنا اعتراضاً وأتينا بأكثر من 200 توقيع من كافة المحلات والبسطات التي تحيط بنا، والكل كان موافقاً على وجودنا، وعندها تم غض النظر عن المسألة من قبل المجلس".

تابع "أبو سامر": "البارحة تم إبلاغنا بشكل رسمي وتوجيه الإنذار الثالث والأخير، ومفاده أن علينا المغادرة وإخلاء المنطقة. والبدائل التي طُرحت علينا هي أماكن صعبة جداً. لا نستطيع العمل في أماكن لا يوجد فيها حركة سكان ومارة، لأن عملنا يقتصر على المارة والمراجعين للأطباء والمشافي، ونُعد استراحة لبعض الناس التي تأتي من خارج المدينة وترتاح لدينا. وأنا صاحب بسطة تعيش من ورائها 5 عائلات، ومثلي الكثيرون، وإذا أفرغنا الساحة إلى أين سنذهب؟، لا يوجد لدينا أماكن أخرى نستطيع تغطية مصاريفنا بالعمل فيها".


"أبو لؤي" صاحب بسطة أخرى لبيع الألعاب المستعملة، أضاف في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "وجودنا في هذه المنطقة جيد وله عدة نتائج إيجابية منها أننا نفتح من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة 1 ليلاً، وبهذه الحالة لا يستطيع أحد زرع عبوات ناسفة أو ما شابه لأننا موجودون دائماً. وعدا عن ذلك أصبح المكان له رمزية لدى الناس بكافة أطيافها ويعطي أجواءً رائعة وحركة مستمرة في وسط المدينة. وكنا قد طرحنا على المجلس المحلي أن نستأجر المكان الذي نحن فيه، لكن قوبل اقتراحنا بالرفض".

وعند الحديث عن هذا الموضوع، شاركنا صاحب محل مقابل الساعة، وسط المدينة، يعمل في بيع الأعشاب الطبية، وقال: "أنا كصاحب محل لا أريد إغلاق البسطات وخروجها من هذه المنطقة لأنها أعطت أجواء رائعة بالمكان، وأصبح العمل أفضل من قبل بكثير والإنارة دائماً موجودة، وهذا الشيء يشعرك بالأمان في ظل الحركة المستمرة، وهو رأي الجميع، ولم يكن رأيي وحدي، وإذا أُغلقت هذه البسطات ستتوقف الحركة عند الساعة 9 ليلاً، وهذا الشيء لا أحد يريده، لأننا كتجار وسط المدينة، أعمالنا تحسنت جداً بوجودهم، وأنا يومياً أجلس وأشرب القهوة مع أصحاب البسطات، وأصبحوا أصدقاء وجيراناً لنا".


وفي استطلاع مع بعض الجالسين ضمن ساحة الساعة، وعند احتسائهم القهوة، وجهنا لهم سؤالنا عن هذا الأمر وما رأيهم به، فأجابنا الشاب "عمر" وهو أحد الزبائين الدائمين بالمنطقة: "أنا آتي إلى هنا يومياً عند فراغي من العمل، وأشرب القهوة وأجلس مع أصدقائي. واليوم بإدلب أصبحت الساعة رمزاً لكل الناس، والكل يأتي إلى هنا. وأنا من الرافضين للقرار بإفراغ الساحة لأنه لا توجد أي أسباب مقنعة حتى وإن كان إشغال أرصفة أو تنظيماً مرورياً، لأن إدلب اليوم تعيش أصعب أوقاتها، وهذا كلام غير مقبول بالوقت الحالي".

وبالعودة لـ "أبو سامر" بتعقيب صغير على القرار، قال لنا: "إدلب اليوم تعيش ظروفاً صعبة وحملة شرسة تستهدف البشر والحجر من قبل روسيا وإيران وميلشيا الأسد، وأعتقد علينا أن نكون مع بعض، لا على بعض، في هكذا محنة. ومن هنا أوجه رسالتي إلى كل من يهمه الأمر بالوقوف على هذا القرار وإلغائه لأنه خطأ كبير بحقنا وبحق أكثر من 50 عائلة تعيش من البسطات ومشروبات وأطعمة وألعاب وغيرها".

ترك تعليق

التعليق