مصادر تكشف لـ"اقتصاد" عن أسباب تأجيل افتتاح معبر البوكمال


كشفت مصادر لـ"اقتصاد" عن أسباب تأجيل افتتاح معبر البوكمال/القائم بين سوريا والعراق، مبينة أن من أهمها عدم الاتفاق بعد على آلية إدارة المعبر الحدودي الدولي.

وقبل يومين، أكد قائم مقام قضاء "القائم" العراقي، أحمد جديان، تأجيل افتتاح المعبر حتى 7 من شهر أيلول المقبل، بعد أن كان مقرراً افتتاحه مطلع الشهر ذاته.

وعن الأسباب التي استدعت هذا التأجيل، أوضح جديان لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "أسباباً لوجستية تقف وراء التأجيل"، مؤكداً أن "العمل يتم على حسمها" لمواصلة العمل بالمعبر بعد نحو خمس سنوات على إغلاقه.

من جانبها، أكدت مصادر محلية من دير الزور، أن السبب الحقيقي لتأجيل افتتاح المعبر، هو عدم اكتمال نشر قوات تابعة للنظام في مدينة البوكمال.

وأشارت في حديثها لـ"اقتصاد"، إلى ما يجري من إعادة انتشار وتبادل للمواقع العسكرية بين مليشيات مدعومة من إيران، وبين قوات النظام، في محيط المعبر بالبوكمال.

وقالت المصادر، إن النظام السوري وبإيعاز روسي يزيد من انتشار قواته في المنطقة، الأمر الذي يمكنه من التحكم بعمل المعبر الحدودي، قبل افتتاحه.

ومن المؤكد بحسب المصادر ذاتها، أن الخلافات الروسية- الإيرانية حول المعبر وإدارته والجهات المتحكمة بعمله لا زالت قائمة، ما يعني أن افتتاح المعبر لن يتم على المدى المنظور، وفق تأكيد المصادر ذاتها.

ما علاقة أمريكا؟

وما من شك أن للولايات المتحدة القول الفصل في إعادة المعبر الحدودي السوري- العراقي إلى العمل، وفق ما أكده الصحفي سامر العاني، من دير الزور.

وقال لـ"اقتصاد"، إن روسيا لن توافق على إعادة افتتاح المعبر، ما لم تشرف هي عليه بشكل كامل، لتكون قادرة على الوفاء بتعهداتها لأمريكا، بعدم السماح لإيران باستخدام هذا المعبر لدعم مليشياتها في سوريا، وفي لبنان.

وأضاف العاني، أن "الولايات المتحدة هي من تعرقل للآن افتتاح معبر البوكمال، حتى لا تعيد تجربة معبر نصيب/جابر السوري الأردني.

وأوضح بقوله "سابقاً، وافقت الولايات المتحدة على دخول روسيا لدرعا، مقابل عدم السماح للمليشيات الإيرانية من الاقتراب من خطوط الفصل مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن روسيا لم تف بتعهداتها، وهو ما خلق انطباعاً لدى الأمريكان بأن روسيا عاجزة عن لجم إيران في كل سوريا".

وقال العاني، إن إيران أكثر التصاقاً بالنظام السوري من روسيا، وهذا ما يجعل الولايات المتحدة في حالة من الشك الدائم بقدرة موسكو على الحد من تحركات إيران.

تشكيك بالنتائج الاقتصادية المرجوة

مصادر عراقية شككت بالنتائج الاقتصادية المرجوة من إعادة افتتاح المعبر الحدودي مع النظام السوري، معتبرةً أن الإصرار على افتتاح المعبر يحمل رسائل سياسية لا أكثر، على صلة بإعلان النظام السوري المدعوم إيرانياً انتصاره في سوريا.

وبعد أن أشارت إلى المخاوف الأمنية المترتبة على افتتاح المعبر، نظراً لوجود المليشيات الإيرانية على جانبي المعبر، تساءلت المصادر عن الجدوى الاقتصادية، مؤكدةً أن ليس لدى العراق ما يصدره لسوريا، والعكس، لافتةً في الآن ذاته إلى المخاوف الأمنية المرتفعة على حركة انتقال الأشخاص براً.

ولاحقاً، أعلن مسؤول عراقي، عن تأجيل افتتاح معبر سنجار في الشمال الشرقي من سوريا، حتى إشعار آخر، وذلك بعدما رفضت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) رفع علم النظام على المعبر بناءً على طلب من الحكومة العراقية.

ترك تعليق

التعليق