موسم التين في إدلب.. أسعار جيدة، وركود في الأسواق


تعتبر أسعار فاكهة التين في محافظة إدلب لهذا العام جيدة مقارنة بالعام الماضي، إلا أن أسواقه تعاني من حالة ركود ملحوظ بالرغم من اقتراب انتهاء موسمه، وتقدر فترة ذروة سوق التين الطازج بشهري تموز وآب، لتبدأ بعدها فترة التين المجفف.

حالة السوق

"محمد أبو حمزة" صاحب محل كميسيون - تين (يأخذ من الفلاح ويسلم للتجار مقابل نسبة معينة)، ويعمل في سوق سرمين الذي يعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة، قال لـ "اقتصاد" إن كمية التين التي يستقبلها المحل لم تتجاوز ١٠ طن في أحسن حالاته، بينما كانت الكمية تصل في أعوام سابقة لضعف هذا الرقم.

ويتابع محدثنا بأن سعر كيلو التين منذ أسبوع وحتى الآن مستقر عند ٢٠٠ ليرة وهذا يعتبر أمر جيد ففي العام الماضي هبط سعر التين خلال الفترة نفسها لـ ٥٥ ليرة.

قلة الكمية المطروحة بالأسواق ساهمت في ارتفاع سعر التين، ولكن عدم توفر الطرق الجيدة المتاحة لتصدير التين لمحافظات أخرى أسهم في حالة الركود التي يشهدها السوق.

قلة إنتاج

المهندس الزراعي "يحيى تناري" أوضح لـ "اقتصاد" أن قلة إنتاج التين لهذا العام كان نتيجة ارتفاع بدرجات الحرارة، ما أدى لتساقط قسم من ثمار التين قبل النضج.

ويشير "التناري" أن حالة عدم الاستقرار التي شهدتها المحافظة وإغلاق الطرقات، أدت لتراجع السوق، كما أن الحواجز على الطرق المتاحة تفرض أتاوات مرتفعة على كل شاحنة تريد العبور، الأمر الذي دفع بعض التجار إلى التفكير ملياً قبل الشراء.

التين المجفف

"محمد الحسن"، وهو مزارع يمتلك حوالي ٢٥ شجرة تين في قرية جوزف بجبل الزاوية، يُبقي ثمار التين على الأشجار حتى تجف تماماً وتبدأ بالتساقط.

يُعتبر الموسم في هذه الفترة كما يصف "الحسن"، جيد، وسعره مناسب، حيث انطلق الموسم بسعر ١٠٠٠ ليرة فما فوق للكيلو الواحد. ويختلف السعر باختلاف نوع التين وجودته، بحسب محدثنا.

وأوضح "محمد الحسن" أن سبب الارتفاع يعود لقلة التين المعروض في السوق، ذلك أنه بالإضافة للمرض الذي أصاب المحصول، هناك مئات المزارعين الذين لم يستطيعوا أن يجنوا محاصيلهم بسبب القصف والمعارك التي تعرضت لها مناطقهم، لا سيما مناطق ريف إدلب الجنوبي.

وبحسب أبناء المنطقة، فإن سعر التين المجفف من الممكن أن يرتفع بسبب إمكانية تخزينه والتحكم في سوق بيعه، ولكونه أيضاً يُصدّر للخارج عبر المعابر الحدودية لا سيما لدول الخليج العربي.

ويُستخدم نوع التين "الأبيض أو الزهرة" للتجفيف بشكل أساسي. وتشتهر محافظة إدلب بأصناف عديدة لثمرة التين، كـ الصفراوي والزعيبلي والحبشي وكعب الغزال.

كما تتركز زراعته بشكل أساسي في جبل الزاوية وريف المعرة وسرمين ومدينة إدلب، ومناطق كفرتخارم وحارم وسلقين وريف جسر الشغور. ويبلغ إجماعي عدد أشجار التين في المحافظة قرابة ٨٥٠ ألف شجرة.

ترك تعليق

التعليق