رئيس "محلي سرمين" يوضح لـ "اقتصاد" سبب رفع أسعار صهاريج المياه


أثار قرار المجلس المحلي لمدينة "سرمين" غربي إدلب، والمتعلق برفع أسعار صهاريج المياه، ردود فعل غاضبة وحالة من الاستياء بين الأهالي، معربين عن خشيتهم من أن تطال موجة الغلاء أسعار مواد أساسية أخرى وخاصة مادة الخبز.

وكان محلي سرمين أصدر، الأحد الماضي، قراراً يقضي برفع أسعار صهاريج المياه في المدينة مرجعاً السبب إلى ارتفاع أسعار مادة المازوت، نشره عبر صفحته الرسمية في فيسبوك.

وذكر المجلس المحلي، أنه "نظراً لارتفاع سعر المازوت تم رفع سعر صهريج مياه الشرب إلى 700 ليرة سورية من المنهل للصهاريج، وعليه تم تحديد التسعيرة الجديدة لتكلفة نقل المياه إلى المنازل على النحو التالي: صهريج ضخ كامل بسعر/1800/ ليرة سورية، وصهريج صب لخزان أرضي بسعر/1600/ ليرة سورية، وخمسة براميل بسعر/600/ ليرة سورية، وعشرة براميل بسعر/1000/ ليرة سورية".

 وطالب المجلس "أصحاب سيارات نقل المياه وأصحاب المناهل الالتزام بالتسعيرة المحددة".

وأبدى سكان المدينة المتابعين لما نشره "محلي سرمين" استيائهم من هذا القرار الذي ينعكس سلباً على حياتهم المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها مختلف المناطق المحررة شمالي سوريا.

وقال "محمد" أحد سكان المدينة لـ"اقتصاد"، إنه "صحيح الارتفاع بسيط ولكن الخوف من أن يستمر هذا الارتفاع، كونه لا ينقصنا مصاريف إضافية زائدة"، مضيفاً أنه "يجب أن ننتهي من موضوع الصهاريج فأغلب المناطق المحيطة بنا لديها ضخ مياه رئيسية، ولكن في سرمين المجلس يطلق الوعود في كل مرّة بأنه سيعاد ضخ المياه لمنازل المدنيين، ولكننا لا نرى شيئاً".

وتوافقت ردود الأفعال حول ما نشره "محلي سرمين" في "فيسبوك" مع ما تحدث به "محمد"، إذ قال بعض المعلقين على صفحة المجلس "ارفعوا الأسعار ارفعوها.. الله أرحم الراحمين"، وقال آخر "والله أصبحنا نتمنى أن تصدروا قرارات تتعلق بتخفيض الأسعار"، وأضاف آخر " غداً الخبز سيرتفع سعره"، إضافة لتعليقات وردود أفعال أخرى على قرار رفع أسعار صهاريج المياه.

وتتوزع في بلدة سرمين قرابة خمسة معبايات للمياه أي (المكان الذي يملأ من الصهريج المياه)، وفي هذ الصدد قال "أبو حمزة" أحد العاملين على صهريج لنقل المياه، في تصريح لـ"اقتصاد"، إن "التسعيرة الجديدة تطبق على المعباية التابعة للمجلس فقط، أما المعبايات الأخرى فإن تسعيرتها بالأصل مرتفعة".

وأوضح أن "سعر إفراغ صهريج المياه كاملاً عن طريق الضخ للمباني أصبح بسعر 1800 بدلاً من 1600، وافراغه بالضخ للحفر الأرضية بـ 1500 ليرة، أما بالنسبة للبيع بالمفرق فلم يطرأ أي تغيير وبقي افراغ براميل المياه بسعر 500 ليرة سورية".

وعلى الرغم من حالة الاستياء بين سكان المدينة إزاء تلك القرارات التي لا تتناسب مع حياتهم المعيشية، إلا أن المجلس المحلي للمدينة كان له وجهة نظر أخرى.

"رضوان محمد علي قصاص" رئيس المجلس المحلي أوضح لـ"اقتصاد"، أن رفع سعر المياه في مدينة سرمين عائد إلى ارتفاع سعر مادة الديزل ووصول سعر برميل المازوت إلى 60 ألف ليرة سورية.

وأضاف، أن "وضع المجلس المحلي سيء ويعاني من ضعف الإمكانات المادية، وبالتالي لا يمكنه تحمل خسارات دعم قطاع المياه".

وبيّن أن "المجلس يعمل بشكل دائم على خدمة الأهالي في المدينة والمهجرين القادمين إليها، ولذلك قام المجلس قبل أكثر من عامين بإنشاء منهل خاص بالمجلس يقدم خدمة بيع المياه للأهالي بأسعار منخفضة جداً عن السوق، كما تم تحديد الأسعار حسب سعر مادة المازوت في السوق وهو مشروع خدمي وليس ربحياً".

وعن موقفهم من حالة الاستياء بين الأهالي أوضح رئيس المجلس، أنه "يوجد العديد من الأهالي يتقبلون هذا القرار، بسبب علمهم بارتفاع مادة المحروقات وما يعانيه المجلس المحلي في مدينة سرمين من ضعف الإمكانيات في دعم قطاع المياه في المدينة، وبسبب علمهم بسعر المياه في باقي المناطق، في حين أن هناك قسم من الأهالي لا يناسبهم هذا القرار بسبب ضعف الدخل وقلة فرص العمل".

وأكد أن "المجلس المحلي في مدينة سرمين دائماً في خدمة أهالي المدينة والنازحين القادمين إليها، وفي حال تم دعم قطاع المياه أو انخفاض أسعار مادة الديزل في الأسواق، فسيقوم  فوراً بتخفيف سعر المياه وتحديد أسعار جديدة تناسب الأهالي وتناسب أصحاب سيارات نقل المياه".

ولدى السؤال عن أسعار صهاريج المياه قبل القرار، أفاد مصدر من المكتب الإعلامي لمحلي سرمين، أن سعر صهريج ضخ مياه كامل كان بسعر 1500 ليرة سورية قبل أن يرتفع إلى 1800 ليرة، وسعر صهريج مياه صب خزان أرضي كان بسعر 1400 ليرة قبل أن يصبح بسعر 1600 ليرة.

في حين أن سعر 5 براميل كان 500 ليرة قبل أن يرتفع إلى 600 ليرة، و10 براميل ارتفع سعرها من 900 ليرة إلى 1000 ليرة سورية، أما سعر صهريج مياه الشرب من المنهل ارتفع  من 600 إلى 700 ليرة سورية.

وعن أسعار المحروقات أوضح المصدر أن سعر برميل المازوت ارتفع من  53000 ليرة سورية إلى حدود 62000 ليرة سورية.

ويسكن في مدينة سرمين نحو 30 ألف نسمة ما بين سكان أصليين ونازحين إليها، ويعتمد أهلها على الزراعة كمصدر رزق رئيس، في ظل افتقار المدينة لآبار المياه الأمر الذي يجعل الطلب متزايد على صهاريج المياه، وبالتالي ارتفاع أسعارها يزيد من حجم الأعباء المادية على الأهالي وخاصة المزارعين.

ترك تعليق

التعليق