اقتصاديات.. "تلويع" الناس بالحديث عن زيادة الرواتب


يشبه حديث النظام عن زيادة الرواتب، كمن يدخل إلى كهف مظلم وبيده مصباح صغير، وهو بين الفينة والأخرى يسلط الضوء على بقعة من هذا الكهف.. فلماذا لا تضيئون الكهف بشكل كامل، وتصارحون الناس إن كنتم ستزيدون الرواتب أم لا..؟، لماذا هذا الحديث "المغمغم" عن زيادة الرواتب، والذي يشبه ألاعيب السحرة..؟، حيث يخرج مسؤول ويصرح واضعاً الزيادة في جيوب الموظفين، ثم في اليوم التالي يخرج مسؤول آخر ويسحبها من جيوبهم..!

هذا الوضع مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عندما تولى عماد خميس رئاسة الحكومة، فهو بلا منازع، صاحب الرقم القياسي في الحديث عن زيادة الرواتب، دون أن يزيد فلساً واحداً حتى اليوم.. بل إن الأوضاع الاقتصادية والنقدية و"الخبزية" والغازية والمازوتية والأخلاقية والثقافية والمخابراتية، شهدت في عهده انحداراً مخيفاً، مع علمنا أن "الثلم الأعوج من الثور الكبير"..

لكن خميس بالذات، أعطى انطباعاً لدى متابعي نشاطاته وتصريحاته، أنه وعلى الرغم من أنه ارتضى أن يشتغل "قواداً" لدى عائلة الأسد ومخابراتهم وأـنصارهم، ولكن لهدفٍ سامٍ، وهو التخفيف من معاناة الناس وآلامهم على الضفة الأخرى.. وقد تحدث الكثير من مجالسي خميس، عن حسه المرهف، والدمعة المحبوسة في عينيه باستمرار، والتي يمكن أن تفر منه في أي لحظة، عندما يتطرق الكلام إلى أوضاع ريف دمشق، مسقط رأسه، وكيف أنه أصبح خراباً، بعد أن كان عامراً بأهله وسكانه.

وبالعودة إلى حديث زيادة الرواتب، لاحظنا مؤخراً، أن اللعبة انتقلت من يد الحكومة إلى يد مجلس الشعب، حيث أعلن أحد أعضاء مجلس الشعب، والذي يدعى نبيل طعمة، وهو على فكرة رجل أعمال مقرب جداً من النظام، أعلن أن زيادة الرواتب لن تكون بعيدة، وإنما قريبة جداً.. وكشف كذلك عن وجود دراسة وصفها بالمعمقة، لتحسين الوضع المعاشي للسوريين دون أن يقدم الكثير من التفاصيل.

لا جديد في هذا الإعلان ومضمونه، سوى أن النظام قرر ربما أن يرأف برئيس حكومته، الذي "انساح" ماء وجهه، بعد ثلاث سنوات من الوعود الكاذبة، هو وفريقه الحكومي.. أما مجلس الشعب، فلا يوجد شيء يخسره.. فهو منذ زمن طويل فاقد لهيبته ومصداقيته..


ترك تعليق

التعليق