حالات فساد واسعة في استثمار الحدائق و"الأكشاك" بحمص.. من المستفيد؟


بعد أن كانت الحدائق في حمص المتنفس الوحيد للأهالي، يبدو أنها في طريقها للتحول إلى مطاعم 4 نجوم أو "كافيهات" للمدعومين، وفي بعض الأماكن منها، مكب قمامة للمطاعم. ويتساءل مواطن "حمصي"، هل أصبحت الحدائق ملكاً خاصاً للمستثمرين.. ليصبح الموطن "المعتر" محروماً منها؟!. ويخشى الكثير من سكان حمص اليوم أن يصبح الدخول إلى الحدائق العامة مأجوراً، وبالتالي سيكون الدخول إليها بالنسبة للكثيرين حلماً أو رحلة تحتاج إلى تخطيط مسبق.

من شرّع ملكية الحدائق للمستثمرين؟

قام مجلس مدينة حمص بتأجير معظم الحدائق العامة مثل حدائق (الزهراء وعكرمة والحضارة والعشاق والأهرام والنزهة ووادي الدهب والعباسية وما جاورها)، مما أدى لحرمان المواطن "المعتر" منها بعد أن كانت متنفساً طبيعياً مجانياً. في حين اقتصر تأجير حدائق (السوق والدبلان والحدائق القريبة من جامع خالد بن الوليد) لبعض الكافيهات الصغيرة، وعليه يتوقع أهالي حمص أن يتم استثمارها بشكل أكبر من قبل بعض المتنفذين عندما تنتهي "عملية إعادة الإعمار" في هذه المناطق.

أكشاك لذوي قتلى "النظام".. واستثمار شخصي لبعض مسؤولييه

لم تعد تخفى جوانب فساد قطاع "الأكشاك" في حمص على أحد، حتى على مؤيدي "النظام" الذين ضاقوا ذرعاً وارتفعت أصوات الكثير منهم جراء تفشي فساد المسؤولين والمتنفذين، فهم يرونها سرقة ما منحتهم إياه "الدولة" مقابل ما قدموه من قتلى وجرحى في سبيل استمرار "نظام الأسد". فمعظم الأكشاك التي منحت لذوي قتلاه، اليوم يُحرمون منها وتُعطى للمستثمرين مقابل مبالغ مالية، وقد حصل البعض منهم على استثناء بامتلاك كشك من "أسماء الأسد"، في حين استطاع المسؤولون الالتفاف بأساليب مختلفة في طريقة امتلاك الأكشاك ومنحها للمستثمرين مقابل مبالغ مالية.

ومع أن الكثير من ذوي قتلى "النظام" قاموا بالتسجيل على أكشاك، لكن عند مطالبتهم بحقهم بالحصول على الكشك يكون الجواب الحاضر لهم: "ما اجانا شي بهالخصوص من الشام". ويفاجئ  الكثير منهم ممن جاءتهم الموافقة على استلام "كشك"، بأنه عند مطالبتهم بحقهم في الحصول على الكشك تكون الإجابة بـ "حتى الآن لا يوجد تخصيص لكم".

مبالغ كبيرة لاستثمار الأكشاك

 تم استثمار الأكشاك مقابل مبالغ تصل إلى (مليون أو مليون و300 ألف) ليرة سورية في السنة. فمثلاً جميع أكشاك "شارع الحضارة" تم فتحها من قبل مدعومين ومتنفذين، وعند سؤال المتضررين عن سبب حرمانهم من استلام هذه الأكشاك، أو لما لا يتم منحها لذوي قتلى أو جرحى "النظام"؟، أو لما تم منحها للمستثمرين؟.. تكون الإجابات أن "هؤلاء لديهم استثناء من دمشق".

خداع واستغلال ومنافع ومصالح شخصية

روى لنا أحد سكان حمص أن زوجة قتيل من قتلى النظام- وهي أم لثلاثة قتلى في سبيله من قرية عين الدنانير شرق حمص- استطاعت مقابلة "أسماء الأسد"، والتي منحت أحد أولادها وهو معاق، كشكاً في حي الزهراء بحمص، بجانب مدرسة، فقام أحد موظفي مجلس مدينة حمص (دائرة الأملاك) يدعى "م ، د"، بالاحتيال على الشاب المعاق و"تبصيمه" على وكالة مقابل خمسين ألف ليرة سورية، وقام من خلالها باستثمار الكشك لمدة ثلاث سنوات ومنحه لمستثمر مدعوم، ونفس الموظف كان قد قام باستثمار الكثير من الأكشاك لصالحه، ولكن عندما كثرت الشكاوى و"التقارير" حوله، تم إلقاء القبض عليه بتهم نصب واحتيال واستغلال وظيفته لأغراض شخصية.

وفي حالة أخرى، قامت مديرة الأملاك في مجلس مدينة حمص المسؤولة عن الأكشاك، بمنح شقيقها "أ ، ش"، وهو من أصحاب الأموال، كشكاً مرخصاً لأحد ذوي قتلى النظام في موقع استراتيجي في شارع الحضارة، فقام شقيقها بتأجيره لشخص يدعى "أ ، ع" مقابل مبلغ مليون ليرة سورية سنوياً.

ولإغلاق أفواه ذوي قتلى النظام وجرحاه تم منح البعض منهم أكشاكاً مبنية من "التوتياء" في "سوق الحرامية" وهي مواقع غير مهمة، في مقابل ذلك يتم الاستمرار في استثمار "الأكشاك" ذات المواقع المهمة بمئات الألوف والملايين.

نفق جامعة البعث.. المغري

يقع مقابل المدخل الرئيسي لجامعة "البعث" نفقها الشهير- وهو نفق لعبور المشاة تحت طريق الشام المزدحم ويمتاز هذا النفق بوجود محلات فيه وبالحركة النشطة من المارة والزبائن ما جعله مصدر إغراء كبير ومحظوظ من يحصل على محل فيه – وفيه يستمر "قبض المعلوم" بمبالغ كبيرة لصالح بعض موظفي مجلس مدينة حمص في مقابل تخصيص استثمارات لبعض المحسوبين والمتنفذين وأصحاب الأموال، وقبض "كمسيونات" من أصحاب الاستثمارات في هذا النفق.

وهنا يحضر التساؤل

لمَ يرضى "ذوو قتلى النظام وجرحاه" عيشة الذُل هذه؟، ومن سيعوضهم عن قتلاهم ومن فقد جزءً من جسده مقابل بقاء "النظام"؟، هذا النظام ومسؤولوه الذين "يستكثرون" فيهم "كشكاً"، ويفضلون عليهم شخصاً مدعوماً أو متنفذاً أو صاحب مال. هل سيحاول ذوو قتلى النظام الوقوف في وجه "الدولة" المزعومة، أو حتى الوقوف في وجه رأس "النظام" من أجل الحصول على حقوقهم "المدعوس" عليها.. يوماً؟!

ترك تعليق

التعليق