قضية عمال النظافة الوهميين في اللاذقية


يتساءل سكان مدينة اللاذقية عن أماكن تواجد موظفي النظافة، وما هي المهام الموكلة لهم؟، وما هو دورهم في تنظيف المدينة لقاء الرواتب التي يتقاضونها، بينما أكوام القمامة تملأ الشوارع؟!

حسب توضيح من قبل أحد الموظفين الإداريين في مجلس مدينة اللاذقية لموقع "اقتصاد" فإن عدد الموظفين بصفة عامل تنظيفات مسجل في قيود بلدية اللاذقية قد بلغ "2400" عامل، وهؤلاء محسوبون بأنهم قائمون على رأس عملهم، ويتقاضون رواتبهم في أول كل شهر.

أضاف الموظف أن جداول توزيع عمال النظافة هؤلاء لا يتضمن سوى أقل من "300" موظف، يتوزعون في شوارع المدينة حسب القطاعات المخصصين لها، قسم منهم يعمل على سيارات جمع القمامة وقسم يعمل في تنظيف الشوارع وتجميع القمامة في الحاويات.

ولكن المصدر لم يوضح من هم بقية العمال أو انتمائهم والمهام الموكلة لهم، وامتنع عن الإجابة عن أماكن دوامهم، وأضاف "هذا سؤال ليس من صلاحيتي الإجابة عليه، وإنما هو من اختصاص رئيس البلدية فقط".

من جهتها سألت صفحة "أخبار اللاذقية" الموالية لنظام الأسد: "أين هم الـ2400 موظف عامل تنظيفات"، وأضافت: "هم للأمانة موجودون فقط على سجلاتهم، ويظهرون فقط أول كل شهر لقبض رواتبهم، أما في الحقيقة وعلى أرض الواقع فهم غير موجودين"، وطالبت بفتح هذا الملف من قبل الجهات المختصة.

وطرحت الصفحة حلاً وهو قطع الرواتب لمدة معينة عنهم، وأكدت أنهم سوف يظهرون حينها، ويمكن التعرف عليهم بشكل شخصي.

وأكدت الصفحة أن هذا العدد من الموظفين لو كان موجوداً في الحقيقة لما حدث هذا الخلل الواضح في مشكلة القمامة.

وطالبت إحدى المعلّقات على "فيسبوك" بعمال النظافة، على اعتبار أنها تدفع ضريبة نظافة، أو أن يتم إلغاء الضريبة المفروضة من قبل البلدية.

بدورها، علّقت "قطرة الندى" بأن عمال النظافة متعاقدون مع المنازل، وبالتالي هم يحصلون على راتب ثاني، ولا يعملون على رفع القمامة من الشارع.

أما "دريد الجندي" فقد قال: "هؤلاء محسوبون على أشخاص وجهات لا أحد يستطيع فتح ملفاتهم"، وأضاف "الأفضل هو أن نسمع أغنية وديع الصافي (خليها على الله)".

ومن جهته بيّن المحامي "حسن ، د" في تصريح خاص لموقع "اقتصاد" أن مجلس مدينة اللاذقية وبلديتها لا يملكان من الأمر شيئاً، وأن هناك أشخاصاً مفروضين عليهم، وغالبية هذه الأسماء موظفة اسمياً بقصد تقاضي الرواتب فقط، وغالبيتهم لا يعلمون مكان وجود دائرة النظافة، ورواتبهم يتم تحويلها إلى حساباتهم الخاصة أو على بطاقاتهم، ويوجد بينهم عدد كبير من الصبايا وعدد كبير من أبناء عائلة الأسد.

وأضاف المحامي: "تجد هذه الأسماء مكررة بأكثر من مكان بصفة عمال مياومين أو متعاقدين شهريين بصفة عمال مؤقتين، سواء في دوائر الحراج أو النظافة أو الزراعة أو عمال إطفاء".

وأكد أن جميع هؤلاء العمال من المحسوبين على آل الأسد أو مخلوف أو ضباط الأمن أو المحافظ وقائد الشرطة.

ونوه على عدم مقدرة الإداريين في المحافظة على الوقوف في وجه الجهات التي تقف خلف الموظفين بالاسم فقط، أو حتى الأسماء الوهمية الموجودة، لأن هذه الجهات هي التي تقوم بالتحكم بمفاصل الأمن والسياسة، ويستمدون قوتهم من صلاتهم مع العائلة الحاكمة أو ولائهم المطلق لها وتوغلهم بالدم والإجرام لصالحها.

ترك تعليق

التعليق