محال تجارية وبقاليات تغلق أبوابها في دمشق بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار


دفعت الظروف الاقتصادية العصيبة التي تعيشها العاصمة دمشق عدداً من أصحاب البقاليات والمحال التجارية الصغيرة إلى إغلاقها، وذلك نظراً لعدم قدرتهم على مواكبة ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية والتي أدّت في الآونة الأخيرة إلى تراجعٍ كبير في الحركة الشرائية لسكان المدينة.

وحول هذا الموضوع قال "كمال أحمد"، وهو اسمٌ مستعار لصاحب أحد المحال المخصصة لبيع المواد الغذائية في حي "المزّة" وسط مدينة دمشق، في تصريح خاص لـ"اقتصاد" إنّه اضطر إلى إغلاق محله بشكلٍ مؤقت، بسبب تراجع القدرة الشرائية لأهالي الحي الذي يقطنه بعد أن تأثرت بارتفاع سعر صرف الدولار الذي وصل لأكثر من 15 ليرة سورية خلال 48 ساعة الماضية فقط، ما أسفر عن ارتفاع أسعار المواد والبضائع التجارية بمقدار 50 -100 ليرة.

وأضاف: "شكل اعتماد الأهالي على الشراء بالدَّين عقبة كبيرة لاستمرارية العمل، ذلك أنهم يعانون إمّا من عدم قدرتهم على الإيفاء بتسديد ما عليهم من ديون من جهة، أو لكونهم باتوا لا يملكون المال الكافي لشراء حتى أبسط احتياجاتهم الأساسية اليومية من المواد والسلع الغذائية من جهة أخرى، وما فاقم الوضع تدهوراً حلول موسم المؤونة والمدراس التي تستنزف كافة مدخرات العائلة إن وُجِدت في الأساس".

ولم يستطع "أحمد" أن يمنع الدَّين عن الأهالي وخصوصاً الموظفين الذي التزموا معه لسنوات عدّة، وكانت رواتبهم بمثابة شريان الحياة لمحله، حاله في ذلك حال الكثيرين من أصحاب المحال الأخرى الذين اتخذّ بعضهم قرار الإغلاق، بينما قرر البعض الآخر الامتناع عن عمليات الدَّين لعدم الوصول لحالة الإغلاق.

ووفقاً لما أشار إليه "أحمد" فإن عجزه عن استرداد ديونه بصورة كاملة من المستهلكين، أدّى مع مرور الوقت إلى تراكم الديون المترتبة عليه لدى تجّار الجملة الذين أخذوا يتوقفون بدورهم عن توريد البضائع ووقف عمليات البيع بالدين للمحافظة على مصالحهم التجارية، فما كان منه إلا قام في نهاية المطاف بإغلاق محله.

في موازاة ذلك قام باعة المفرق في كل من أحياء (المزّة، ركن الدين، مساكن برزة، شارع الثورة) برفع أسعار البضائع التجارية بنسبة تراوحت بين 25 – 50 ليرة سورية، وذلك تحت تأثير ارتفاع الأسعار عليهم من قبل موزعي الجملة الذين أرجعوا-بدورهم- السبب وراء ذلك إلى ارتفاع سعر تصريف الدولار في السوق الموازي "السوداء".

وفيما يخص أسعار أبرز المواد التموينية الرئيسية في دمشق، صباح يوم الاثنين، أوضح "محمود سليمان" وهو مالك بقالةٍ بمنطقة "مساكن برزة"، في حديث مع "اقتصاد" قائلاً: "وصل سعر كيس السكر وزن 50 كيلو غرام إلى 18 ألف ليرة سورية، بعد أن كان قبل حوالي الأسبوع 16 ألف ليرة، وارتفع سعر كيلو الشاي من 4000 إلى 4400 ليرة، في حين ارتفع سعر علبة السمنة وزن واحد كيلوغرام من 1000 إلى 2000 ليرة".

وأضاف: "زادت أسعار باقي المواد الغذائية الأساسية الأخرى من ألبان وأجبان معلبة بمقدار 50 ليرة سورية تقريباً على كل منتج، ليصبح سعر كيلو اللبن المبستر 450 ليرة سورية، بعد أن كان 400 ليرة، كما ارتفع سعر علبة المتة ما بين 50 – 75 ليرة، أمّا كيلو القهوة فقد قفز 300 ليرة، على اختلاف الشركات المنتجة، بينما سجلت علبة المحارم ارتفاعاً مقداره 50 ليرة".

وكان سعر صرف الليرة السورية وصل يوم أمس الاثنين إلى نحو 690 ليرة سورية أمام الدولار الأمريكي، إذ يعتبر هذا السعر أسوأ سعر لها منذ استقلال الجمهورية العربية السورية عام 1946م، والانفصال بين الليرتين السورية واللبنانية بين عامي 1948 و1949.



ترك تعليق

التعليق