النظام يروّج لإعادة افتتاح معبر أبو الظهور نحو إدلب


شكك نشطاء في نوايا النظام السوري، بعد ترويجه لإعادة افتتاح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

واعتبر النشطاء الذين تحدثوا لـ"اقتصاد" أن حديث النظام عن إعادة افتتاح المعبر، هو بمثابة ذر للرماد في العيون.

وكانت مصادر موالية، أكدت أن النظام يعتزم إعادة افتتاح معبر أبو الظهور، أمام المدنيين الراغبين بالدخول إلى مناطق سيطرته، من إدلب.

ونقل مراسل قناة "سما"، عبد الغني جاروخ، عن مصدر مسؤول في النظام، أن "الدولة مستعدة لتأمين كافة المستلزمات، التي تساعد على عودة الأهالي".

من جانبه، أكد الصحفي إبراهيم إدلبي، أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها النظام عن إعادة افتتاح المعبر، ومن ثم يقوم بإغلاقه بعد مدة وجيزة، بسبب عدم وجود رغبة من السكان في إدلب بالتوجه إلى مناطق سيطرة النظام.

وأشار خلال حديثه لـ"اقتصاد" إلى فشل المشروع الروسي السابق بإعادة افتتاح المعبر، مبيناً أن "روسيا أعلنت قبل نحو خمسة أشهر من الآن عن افتتاح المعبر، لكن من دون أن يتم تسجيل أي عودة، وخصوصاً بعد أن تعرضت عائلات عدة من حمص للاعتقال حينها بعد دخولهم من المعبر، الأمر الذي أدى إلى اقتناع تام بأن العودة مستحيلة".

وحسب إدلبي، فإن الغاية من تجديد النظام الحديث عن افتتاح المعبر، هو إدعاء الإنسانية، مردفاً بقوله "الدعوة إلى عودة الأهالي بعد تدمير منازلهم، لن تكون صك غفران لروسيا والنظام".

وقال إن "النظام يصدّر الصورة ذاتها، بأنه الطرف الحامي للشعب السوري".

بدوره تساءل الناشط السياسي مصطفى النعيمي، عن جدوى هذا الإعلان، بقوله "إلى أين سيعود الأهالي، للاعتقال أو للزج بهم في المعارك التي يحضر لها النظام؟".

وأضاف لـ"اقتصاد" أن الغالبية العظمى من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، يعتقدون أن مصيرهم الاعتقال في حال قرروا العودة، كما هو حال أهالي مناطق "المصالحات" في المنطقة الجنوبية، وريف حمص الشمالي، وكذلك الذين غادروا مخيم الركبان مؤخراً.

ولفت النعيمي إلى حجم الدمار الكبير الذي طال المناطق التي سيطر عليها النظام، وقال "لا قيمة حقيقية للعودة إلى مناطق النظام، وهو يريد توصيل رسالة إلى المجتمع الدولي بأنه لن يؤذي أحداً وسيتم تصوير وإجراء مقابلات متلفزة لمن سيعود".

ومن الواضح بالنسبة لمصدر محلي من إدلب، فضَل عدم الكشف عن اسمه، أن النظام السوري يستعجل إعادة تفعيل عمل المؤسسات في المناطق التي تقدم إليها مؤخراً، في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، مرجعاً ذلك خلال حديثه لـ"اقتصاد" إلى رغبة النظام بتثبيت سيطرته على هذه المناطق خشية من اتفاق محتمل بين تركيا وروسيا، قد يجبره على الانسحاب بشكل أو بآخر.

يذكر أن معبر أبو الظهور كان قد افتُتح بأوامر روسية للمرة الأولى في آب من العام الماضي، لأغراض "إنسانية" لكن من دون أن يشهد إقبالاً من الأهالي.

ترك تعليق

التعليق