عام اقتصادي "أسود" على "المحرر"


يتزامن تحضير المؤونة السنوية مثل المكدوس والملوخية والزيتون وغيرها، مع بدء الموسم الدراسي الجديد، ليزيد العبء على الأهالي في المناطق المحررة، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها الناس.

ومع بداية العام الدراسي الجديد، بدأ "أبو خليل" بشراء القرطاسية واللوازم المدرسية لأطفاله الخمسة. وعن هذا الموضوع يتحدث "أبو خليل" لـ "اقتصاد": "هذا العام أصابنا ما لم نصب به من قبل، لقلة العمل وغلاء الأسعار بالتزامن مع ارتفاع كبير للدولار مما أثقل كاهل الجميع. وفوق كل ذلك تأمين المؤونة السنوية التي كلفتنا الكثير مما ألزمني بميزانية غير متوقعة لهذا العام".


ويضيف "أبو خليل" المقيم في منطقة إدلب: "لدي 5 أطفال وكلهم في المدارس وكل منهم يحتاج لثياب جديدة وقرطاسية وحقيبة مدرسية وحذاء جديد وتقريباً يحتاج كل طفل لدي إلى مايقارب الـ 20 ألف ليرة أي أني أحتاج إلى 100 ألف ليرة لتأمين احتياجات 5 أطفال لتجهيزهم لدخول المدرسة".

وتابع: "عدا عن ذلك، هناك المؤونة السنوية (كسرت ظهري)، لأن البيت الذي فيه أطفال يحتاج إلى تموين عدة أصناف لنكون في هذه الحالة قد خزنا طعامنا للشتاء".


"الحمل كبير في ظل ظروفنا الراهنة، فالبلد تشهد ركوداً كبيراً على جميع المستويات وأهمها الاقتصادية، وأنا أعمل في معمل لكبس البلاط وأتقاضى 60 ألف ليرة شهرياً (ما يقارب 95 دولار أمريكي)، وقد استدنت الكثير من المال كي أؤمن الاحتياجات لهذا العام".

بدوره، تحدث "أبو عبدو" عن هذا العام الذي وصفه البعض بالعام الأسود على المناطق المحررة التي لم يمر عليها مثله من قبل، من الناحية الاقتصادية، فقلة العمل وضعف المردود انعكس سلباً على جميع الناس، فاليوم يعيش السكان في "المحرر" برواتب تقديرية لا تتجاوز الـ 100 دولار أمريكي، ما يعني أنهم "تحت خط الفقر".

 ويعلّق "أبو عبدو"، المقيم أيضاً في منطقة إدلب: "أنا (لله الحمد)، لدي طفلين، ويلزمهم الكثير من المستلزمات المدرسية. ولكن وضعي المادي لا يسمح لي بشراء حقيبة وثياب جديدة لهم، وستقتصر التحضيرات على القرطاسية فقط".


وفي حديث آخر مع "أم جمال"، أرملة ولديها 4 أطفال، قالت إنها اضطرت للدين من أقربائها لكي تشتري لأطفالها الثياب ومستلزمات المدرسة لأنها تشعر بالأسف عليهم نظراً لأنهم دون أب يصرف عليهم ويعتني بهم كباقي أطفال العالم، حسب وصفها.

وتابعت: "حتى المؤونة لم أجهزها هذا العام لغلاء الأسعار وعدم توفر المال وتخلي الجميع عني، القريب قبل الغريب". وعقبت: "أنا أطلب من الله عزوجل تهيئة ناس لي لمساعدتي في تربية أطفالي كي أقوم بمهمتي على أفضل وجه، وأتكمن من أن أكون الأم والأب لهم، وسد الثغرة الحاصلة لديهم".


وعن بعض أسعار الحقائب والمستلزمات المدرسية، تحدثنا إلى صاحب مكتبة وسط المدينة، وكانت الأسعار كما يلي:

الحقيبة المدرسية من 2500 ليرة حتى 8000 ليرة، والدفاتر المدرسية من 170 ليرة إلى 700 ليرة. وعن الأقلام فقال إن أسعارها متفاوته تقدّر حسب الجودة والنوعية. وأشار إلى أن الطالب في المرحلة الابتدائية يحتاج من 3 آلاف ليرة إلى 10 آلاف ليرة سورية كثمن قرطاسية جديدة.


وبالعودة إلى "أبو خليل"، قال إن تكلفة المؤونة السنوية قاربت هذا العام 250 ألف ليرة تقريباً من جميع المواد، مضيفاً: "وأعتقد أن الكثيرين من الناس لم يقدموا على هذه الخطوة لتكلفتها الباهظة التي طالت الجميع وأولهم المهجرين من بيوتهم".

وفي ختام الحديث، طالبت "أم جمال" من المنظمات العاملة في إدلب الإطلاع على أحوال الناس ومساعدتهم لتخطي هذه المحنة (على حد وصفها)، وتأمين الأطفال للدخول إلى المدارس وإدخال الفرحة والسرور إلى قلوبهم.


ترك تعليق

التعليق