قفزة كبيرة في سوق المواشي بإدلب.. يواجهها تقنين في شراء اللحوم من قبل السكان


لم يعد "أبو عماد" الذي يدير متجراً لبيع اللحوم في مدينة إدلب، يعتمد على لحم الخرفان (ذكور الغنم)، وذلك إثر القفزة الكبيرة التي حققها سوق المواشي في السعر، والذي تجاوز 400 ليرة للكيلو الواحد.

لكن اللحم الذي توفره الفطائم وهي الأنثى الصغيرة من الغنم، غير مرغوب بالنسبة للعشرات من زبائنه الذين اعتادوا على اللحم الطري الذي يوفره الخاروف. وهذا ما جعله يحتار بين تلبية حاجة الزبون أو إرضاء السوق، المؤهل للارتفاع.

وخلال يومين فقط سجل سعر الخاروف (الواقف) مبلغ 2200 ليرة قافزاً قرابة 400 ليرة (0.7 دولار) وهو أعلى سعر تسجله أسواق إدلب.

وقال أبو عماد لـ "اقتصاد": "تفجأنا بهذه الأسعار.. أعتقد أن سوق المواشي مقبلة على كساد كبير خلال الأيام المقبلة".

الارتفاع لم ينحصر فقط بالخاروف وإنما طال جميع أصناف المواشي (غنم وعجل وجمل).

الفطيمة وهي أنثى الغنم الصغيرة سجلت 2000 ليرة للكيلو الواحد. بينما سجل كيلو العجل 1800 ليرة. أما الجمل وهو غير مشهور في إدلب فسجل أكثر من 2000 ليرة للكيلو الواحد.

وهذا ما جعل أسعار التجزئة ترتفع ارتفاعاً ملحوظاً، إذ سجل كيلو لحم الخاروف 4800 ليرة. والفطيمة 4400 ليرة. لحم العجل 4000 ليرة، أما لحم الجمل فوصل حتى 4500 ليرة.

وتتأثر الأسعار -وفقاً لتجار مواشي- بعمليات تمرير المواشي من إدلب نحو مناطق النظام ومن ريف حلب الشمالي باتجاه مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية".

وقال أحد التجار لـ "اقتصاد": "تمرر كميات كبيرة إلى خارج المنطقة المحررة وهذا ما يجعل الأسعار ترتفع باستمرار".

وأدى ارتفاع سعر اللحم إلى امتناع الشريحة الأكثر فقراً في إدلب عن شرائه، بينما يقنن البعض من عمليات الشراء.

وقال "وليد" أحد سكان المنطقة لـ "اقتصاد": "من كان يشتري كيلو من اللحم بات يشتري ربع كيلو فالأسعار لم تعد تطاق".

يدخل أحد الزبائن إلى متجر "أبو عماد" طالباً بـ "500 ليرة، لحمة مفرومة". يقطع له قطعة صغيرة جداً ويفرمها. ويعلّق قائلاً: "لم يعد أحد يشتري كميات كبيرة".

ترك تعليق

التعليق