دعوات لمقاطعة الخبز السوري في عينتاب التركية


حالة استياء يعيشها السوريون في مدينة عينتاب التركية نتيجة ارتفاع الأسعار، وخصوصاً الأغلبية التي تعيش على الحد الأدنى من الأجور، ويعمل أغلبهم في الورش والمعامل، وأصحاب المهن الحرة كالبسطات.

الحال هذه انتقلت في الأيام الأخيرة لوسائل التواصل بعد رفع أسعار ربطة الخبز السوري إلى ليرتين ونصف، وتخفيض عدد الأرغفة من عشرة إلى ثمانية من قبل بعض الأفران. وتناقل سوريون على مجموعاتهم التواصلية دعوات عدة لمقاطعة منتوجات هذه الأفران كاحتجاج قوي سبق أن حصل مع ارتفاعات سابقة.

رغيف الفقراء

وحملت دعوات المقاطعة تهجماً على أصحاب الأفران ووصفهم بـ "لصوص لقمة الخبز"، وطالبت بالإضراب بشكل شامل عن شراء الخبز السوري حتى عودته إلى سعره قبل الزيادة وهو ليرتان، وأن هذا الإضراب "من أجل العوائل التي يؤثر عليها الغلاء، ولمنع أصحاب النفوس المريضة من الاستقواء على أبناء جلدتهم، ومحاربتهم بلقمة عيشهم"، حسبما ورد في دعوات المقاطعة تلك.

 ولم تقتصر الدعوات على مقاطعة الأفران بل طالبت بمقاطعة المطاعم التي تستخدم هذا الخبز.

"مصطفى أبو عبدو"، سوري مقيم في عينتاب، قال لـ "اقتصاد": "بعض العائلات الكبيرة تحتاج إلى أكثر من 4 ربطات في اليوم هذا يعني 300 ليرة فقط للخبز وهو يعادل ثلث راتب العامل هنا، فكيف سيعيش لبقية الشهر والغلاء أصاب كل شيء".

جدل.. ولا رقابة

لاقت هذه الدعوات صدى كبيراً، واحتدم جدل بين معارض للفكرة في كون أن الغلاء يطال الجميع، ومؤيد للمقاطعة لأنه يرى أن هناك جشعاً عند أصحاب الأفران.

أحد السوريين في عينتاب، قال لـ "اقتصاد" بأن ما يحصل من رفع أسعار، "هو نتيجة لغياب الرقابة على هذه الأفران، وهو ما يجعل هؤلاء يتحكمون برقاب العباد، وهم أخوة لنا في اللجوء والغربة".

أحد المعلقين على دعوة المقاطعة تحدث عن فظاظة الباعة أيضاً: "في سمان مقابل تكسي كونش عم يستغل الفرصة وعم يبيع الربطة 2.5 قال هيك سعرها ماعجبك لا تشتري".

بينما يرى البعض أن الغلاء طال الجميع وارتفعت أسعار المواد الأولية وأغلب السلع: "وقفت على نص ليرة لك عيب عيب كلشي غالي غالي مو احسن كن نروح على فرن من صباح ساعة ٤ روح ما نرجع لسبعة اقل شي عبيجي الخبز لعند بيتك".

معلق آخر تهكم على هذه الدعوات التي تخص الخبز بالذات: "ليش ماعبتقاطعو الدخان كمان الدخان كمان عبيغلا اكتر من الخبز ...صار ارخص باكيت حقو 15 ليرة ولسع العالم عبتشتري".

الرخيص بلا جودة

هناك أفران سورية تبيع ربطة الخبز بليرتين إلا ربع، وفق أحد شهود العيان، وتحوي الربطة 8 أرغفة، وهي ليست من النوع الجيد، فيما ماركة مثل (شمسين) جيدة النوع وصل سعرها إلى ليرتين ونصف. وفي الحالتين المتضرر هو السوري البسيط، إما بالسعر أو بجودة الرغيف.

سوريّ من سكان عينتاب، أجاب على سؤال طرحناه "لماذا لا تشترون الخبز التركي؟"، فقال: "حتى الخبز التركي ارتفع سعره وأصبح الرغيف الكبير بليرة ونصف، ونحن لا نستسيغه، وقد تحتاج الأسرة من ثلاث أشخاص إلى عشر أرغفة في اليوم هذا يعني أننا في نفس الدوامة".

ليست هي المرة الأولى التي يحتج فيها السوريون في عينتاب على غلاء الأسعار فيما أصحاب الأفران يعزون هذا الغلاء إلى تكلفة الإنتاج المرتفعة وأجور العمال والتوزيع.

ترك تعليق

التعليق