من المسؤول عن تعطل سيارات السوريين.. البنزين المغشوش أم قطع التبديل "الستوك"؟


تعطلت سيارته بشكل مفاجئ وسط الطريق، مما أدى إلى ازدحام مروري وتوقف السير لعدة دقائق، حتى تعاون عدد من الأشخاص بدفع سيارته إلى جانب الطريق.

 يقول "أبو عبدو"، سائق تكسي، إنها ليست المرة الأولى التي تصاب بها سيارته بتوقف مفاجئ وسط الطريق، ويؤكد في حديثه لـ "اقتصاد": "هذا الأمر بات ظاهرة تتكرر بشكل يومي في شوارع العاصمة السورية دمشق، والعطل دائماً في الطرمبة (مضخة البنزين)".

 وأكد "أبو عبدو" أنه يقوم بشكل دوري بتنظيف "الطرمبة"، فسيارته هي مصدر رزقه الوحيد ولا يمكنه إيقافها حتى ليوم واحد.
 
ويشتكي العديد من سائقي السيارات من كثرة الأعطال في سياراتهم وخصوصاً مضخات البنزين التي يتم تبديلها بشكل مكثف مؤخراً لأسباب تتعلق بغش البنزين عبر خلطه بالماء أو تدني جودته، في حين يُرجع البعض السبب إلى نوعيات المضخات المتوفرة في الأسواق، وهي نوعيات سيئة، حسب وصفهم. 
شركة محروقات دمشق، نقلاً عن مديرها التشغيلي محمد المحمد، وفي حديثه لجريدة "الوطن" الموالية، ألقى باللوم على أصحاب صهاريج المحروقات متهماً إياهم بالتلاعب في المادة بعد خروجها من المستودع البترولي التابع للمحروقات عن طريق غشها بإضافة مياه أو زيت محروق أو مشتق نفطي آخر، ما يسبب أعطالاً في مضخات السيارات.

 من جهته، قال "م ، ن"، وهو مالك صهريج بنزين في دمشق، إن كلام شركة المحروقات "ليس صحيحاً". وأردف في حديثه لـ "اقتصاد" أن صهريج البنزين يخرج من المستودع البترولي وهو مغلق بالرصاص حتى يصل إلى الكازية لتقوم لجنة بفك الرصاص وإفراغ الحمولة في خزان المحطة، "فكيف سيتمكن سائق الصهريج من التلاعب وغش المادة؟!".
 
وبالعودة الى "أبو عبدو" ومعاناته مع صيانة مضخة البنزين، يقول لنا: "تقريباً كل عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً، أزور الميكانيكي ليقوم بتنظيف الطرمبة وأضطر لدفع 1000 ليرة سورية، والسبب هو رداءة نوعية البنزين وارتفاع نسبة الشوائب والأوساخ فيه، مما يؤدي إلى انسداد الطرمبة وعدم تمكنها من ضخ البنزين على الرغم من حرصي على تعبئة البنزين من محطات معروفة".
 
فيما يقول "سليمان"، من سكان حي برزة في دمشق، "منذ بداية العام قمت بتبديل مضختي بنزين لسيارتي بكلفة 15 ألف ليرة سورية للواحدة".

 وأشار "سليمان" في حديثه لـ "اقتصاد"، إلى أن الميكانيكي نصحه بإجراء تنظيف شهري لمضخة البنزين خشية انسدادها بسبب البنزين المغشوش أولاً، ورداءة المضخات الموجودة في الأسواق السورية ثانياً. فالتجار باتوا يفضلون استيراد نوعيات رخيصة وبيعها في السوق المحلي بسعر "الأصلي"، والضحية الوحيدة هو المواطن وسيارته، حسب وصف "سليمان".
 
وعند سؤال أهل الخبرة عن السبب في المشكلة، أرجعها أحد مالكي محلات قطع تبديل السيارات في زقاق الجن بدمشق، إلى ثنائية البنزين المغشوش أو متدني الجودة، و"الطرمبة الستوك".

وأضاف محدثنا، بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه، أن السوق محكوم من تجار يستوردون "نخب عاشر" ويبيعونه بسعر "النخب الأول". فلا بديل آخر.

وفيما يُقدّر العمر الافتراضي "للطرمبة الأصلية" بخمس سنوات، فإن العمر الافتراضي للقطع المتوفرة في الأسواق المحلية، لا يتعدى شهرين، حسب وصف مالك محل قطع تبديل السيارات.

 وتتراوح أسعار المضخات بحسب نوعية السيارة، والمنطقة المتواجد فيها الميكانيكي، بين 12 إلى 20 ألف ليرة سورية.

 ويضيف "سامر"، وهو ميكانيكي في منطقة جرمانا، إهمال السائقين، كسبب ثالث في تعطل المضخة، موضحاً أن إهمال التنظيف وإفراغ خزان الوقود، لفترة طويلة، يؤدي إلى تحرك الأوساخ المترسبة في القاع، موجهاً نصيحة للسائقين بإجراء تنظيف مستمر لمضخات سياراتهم، لتجنب تبديلها، لأطول فترة ممكنة.


ترك تعليق

التعليق