لماذا بقيت الأسعار مرتفعة في إدلب.. رغم هبوط الدولار؟


لم تتأثر أسعار الخضراوات والمواد الغذائية والمحروقات بالارتفاع الخفيف لليرة السورية أمام الدولار ما يثير متاعب مالية لدى الشريحة الأوسع في محافظة إدلب والتي تنتمي للطبقة الفقيرة.

وتزامن الصعود المفاجئ للدولار خلال الأسابيع الماضية مع غلاء واسع طال المحروقات والمواد الغذائية والخضار والفاكهة. ومعظم هذه المواد تحصل عليها إدلب من تركيا عبر تمريرها من معبر باب الهوى.

لكن الدولار سرعان ما انخفض قرابة 50 ليرة ومع ذلك لم يبادر التجار إلى خفض أسعار البضائع.

وقال "محمود" وهو تاجر غذائيات من مدينة إدلب لـ "اقتصاد": "بضاعة إدلب مستوردة بالدولار لذلك كلما هبطت الليرة يرتفع السعر".

ويعزو محمود وعدد من سكان إدلب الغلاء الحالي إلى حدوث فوضى في أسعار السوق مع غياب الرقابة والجهات التموينية التي يتحتم عليها مراقبة الأسعار.

وقال محمود: "في متجري أبيع كيلو الفلفل الأسود بـ 1800 ليرة بينما هناك من يبيعه في السوق بـ 2700 ليرة".

موسم "الصيفي" انتهى

هناك مواد كثيرة محلية مثل بعض الخضار والغذائيات بقيت محافظة على الارتفاع على الرغم من عدم خضوع عمليات بيعها وشرائها للدولار.

وقال "أبو سليم" وهو تاجر خضراوات لـ "اقتصاد": "انتهاء فصل الصيف جعل العديد من أصناف الخضراوت نادرة في السوق وهذا ما جعلها مرتفعة السعر".

وتابع: "هذا أمر طبيعي فموسم الخضار الصيفية شارف على الانتهاء".

ماذا عن المحروقات؟

لا يزال سعر البنزين بـ 525 ليرة والمازوت المكرر بـ 290 ليرة أما جرة الغاز فاستقرت على 6800 ليرة. والغاز والبنزين مادتان تستوردان من تركيا بينما يمرر المازوت المكرر من معبر دارة عزة من شرقي الفرات وبالدولار أيضاً.

وقال تاجر محروقات لـ "اقتصاد": "تجارة المحروقات محتكرة من قبل (وتد للبترول)، لذلك لا علاقة لنا برفع الأسعار".

ويرى تجار المحروقات أن رفع سعر المحروقات لاسيما مع ارتفاع قيمة الليرة مقارنة بالفترة الماضية يأتي نتيجة لغياب المنافسة بين التجار الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لشراء بضاعتهم من جهة واحدة عشية سيطرة هيئة تحرير الشام على ريف حلب الغربي بعد طرد حركة نور الدين الزنكي من المنطقة.

وقال أحد التجار لـ "اقتصاد": "لم نعد نشهد انخفاضاً في أسعار المحروقات بل الارتفاع هو القاعدة الأساسية للسوق".


ترك تعليق

التعليق