نهاية سامر الفوز المرتقبة.. وبشار الأسد كان يرتشي كأي شرطي مرور


قبل نحو عامين، اتصل بي صحفي يعمل مع النظام، ليخبرني بأن سامر الفوز، ينتظر دوره على مقصلة النظام، وذلك على إثر مقال كتبته عنه، أطالب فيه القراء، أن يتذكروا هذا الاسم جيداً، وبأنه رامي مخلوف جديد برعاية النظام..

وطلب مني ذلك الصحفي أن أنشر المعلومة، لأنه متأكد منها، وقد استقاها من سلطات مخابراتية عليا، بحسب قوله، إلا أنني تريثت ورحت أتابع كتابات الصحفي اللبناني خضر عواركة، المقرب من حزب الله، عن سامر الفوز، والتي كان يتهمه فيها بأنه نصّاب وحرامي، وبأن النظام سوف يقتص منه عاجلاً أو آجلاً.

بالأمس اتضحت الصورة، عندما سمح النظام بتداول أغنية، على مايبدو أنها مطبوخة في أجهزة مخابراته، تصف الفوز بالحرامي، بالإضافة إلى عدد آخر من رجال الأعمال، بينهم رامي مخلوف، وآل قاطرجي، وتطالب بشار الأسد بمحاسبتهم، بصيغة استنجاد، لإنقاذ البلد من شرورهم.

وكرأي شخصي، ومن خلال متابعتي لقصة صعود سامر الفوز، بدءاً من العام 2013، وأخبار جرائمه في تركيا، وكيف أنه استطاع أن ينفذ منها بأعجوبة، أظن أن الإطاحة به ليس بالأمر السهل، فهو رجل أعمال من الدهاء، بحيث لا يمكن أن يسلم رقبته للنظام وعلى طبق من ذهب.

وبحسب مصادر مطلعة، فإنه منذ العام الماضي، وكأنه استشعر بأن النظام ينوي البطش به، لذلك قام بنقل الكثير من أعماله وأمواله إلى الإمارات، التي أصبح يتواجد فيها أغلب الأوقات، وبرعاية مباشرة من السلطات الحاكمة هناك..

وبالنسبة لمشروعاته الكبيرة والكثيرة التي أطلقها في سوريا، وتبلغ تكلفتها عشرات ملايين الدولارات، تقول مصادرنا، إن الفوز موّل أغلبها عبر قروض من المصارف الحكومية، بإيعاز من بشار الأسد ذاته، وهي من جهة ثانية ليست ذات قيمة تذكر بالمقارنة مع ما استطاع إخراجه من أموال من سوريا، إلى جزر القمر التي حصل على جنسيتها وبدأ ببعض المشروعات الاستثمارية فيها.

وهناك رأي آخر يقول بأن الأموال التي كان يستثمر بها الفوز، إنما هي أموال بشار الأسد ذاته، وقد قرر في الوقت الحالي استردادها، لكن ضمن أهزوجة محاربة الفساد، وهو رأي له وجاهته، لناحية أن الفوز كان رجل أعمال صغير، يتنقل بين تركيا ولبنان، قبل أن يستقر في سوريا في العام 2014، والتي أخذ ينطلق منها كرجل أعمال يشتري الأخضر واليابس من مخلفات رجال الأعمال الذين عاقبهم النظام، مثل عماد غريواتي، الذي اشترى معمله لصناعة الكابلات بثمن بخس، بالإضافة إلى شرائه حصة الوليد بن طلال في الفورسيزون، ومطعم ونادي الشرق من موفق القداح، واستثماره الكبير في مشروع ماروتا سيتي بمبلغ نحو 60 مليون دولار، وافتتاحه معمل لتجميع السيارات في المدينة الصناعية في حسياء بحمص، بعد شرائه لحصة كبيرة من معمل حديد حيمشو، في صفقة لم يتم الكشف عن قيمتها.. إلا أنه بحسب متابعين، فإن استثمارات سامر الفوز في سوريا، بلغت في مجموعها أكثر من نصف مليار دولار.. وهو مبلغ يؤكد المقربون منه أنه لم يكن يمتلكه..

ولعل الدور الأهم الذي لعبه سامر الفوز، هو تجارة النفط منذ نهاية العام الماضي، بعدما بدأت الولايات المتحدة الامريكية تزيد من عقوباتها على إيران، وتمنع وصول النفط إلى النظام السوري.. حيث تبين لاحقاً بأن سامر الفوز هو من كان يتكفل بشراء ناقلات النفط، ويبيعها للنظام، ويجني منها أرباحاً طائلة.. إلا أن هذه الأرباح، على ما يبدو، كانت تذهب إلى صاحب المال الحقيقي الذي هو بشار الأسد..

وعلى سيرة بشار الأسد وحبه للمال، اتصل بي كذلك قبل عدة أيام رجل أعمال معروف، ليخبرني بأن لديه وثائق تثبت بأن بشار الأسد كان يرتشي مثله مثل أي شرطي في البلد..

وأكد لي هذا الرجل أن لديه وثائق من هذا النوع، تشيب لها رؤوس الأغنام، ووعدني أنه سيخرج على العلن ويظهرها ويتحدث عنها، وعلى نفس طريقة المقاول المصري محمد علي، إلا أنه حالياً يحضّر للطريقة التي سيخرج بها..

وبعيداً عن كل تلك الأقاويل، النظام لا يكافح الفساد، وإنما يقوم بجمع أموال بشار الأسد، التي كان يشغلها له بعض الأشخاص خلال السنوات الماضية، بينما قرر الآن توكيل أشخاص جدد أكثر ثقة.. وبذلك يضرب عصفورين بحجر، يسترد أمواله، وبالمعية يقول، إنه يكافح الفساد والفاسدين..

ترك تعليق

التعليق