مطاعم إدلب المدينة.. ازدهار وتوسع اقتصادي، مع تدني مستوى بعض الأطباق والوجبات


تزدحم مطاعم مدينة إدلب يومياً بعشرات الزبائن من الجنسين للاستمتاع بالإطلالات الجديدة للمطاعم والتي تم تطويرها عقب نجاح هذه المطاعم في كسب المزيد والمزيد من الزبائن.. لكن ماذا عن الطعم ومذاق الأطباق التي تقدمها؟

قبل عدة أشهر شعر القائمون على المطعم (أ) في إدلب أن مكانه القديم أصبح ضيقاً للغاية فقاموا بتجهيز مكان أوسع مكون من صالة كبيرة تتوسطها بحرة من ثلاثة طوابق. في الأعلى صمم مكان واسع لجلوس العائلات وزين المكان بالرسوم والتصاميم الجميلة وهذا ما جعل الإقبال على المطعم في تزايد مستمر.

لكن عدداً من رواد المكان يشتكون من تدني مستوى بعض المأكولات المقدمة في المطعم، وغيره من مطاعم المدينة التي سبقته في توسيع أمكنتها وتزيينها بالتصاميم المتنوعة.

وقال "أبو سعيد" الذي يعشق وجبة البروستد التي يقدمها هذا المطعم لدرجة الإدمان، "منذ الانتقال إلى المكان الجديد تغير مذاق هذه الوجبة.. لم تعد كما كانت وهذا ما يدعو للأسف".

وأضاف مشيراً إلى الجو السيء للمكان بسبب الازدحام وقلة العناية بتهوية المطبخ، "يأكل الناس وسط ضوضاء مزعجة في حين تعبق رائحة بخار زيت القلي ودخان الشواء في كامل المكان".

تراجع مذاق بعض الوجبات لا يعني فشل المطاعم في تقديم أطباق شهية بل يعترف الزبائن بجودة بعضها في حين يغدو بعضها الآخر ذا مذاق أبعد عن الجودة.

لم يعد "محمد" يستمتع بوجبة البرغر التي كان المطعم (ب) يضع فيها مذاقاً خاصاً.

وقال بينما كان يتأمل في قائمة الوجبات "طلبت وجبتي المفضلة الأسبوع الماضي فلم أستطع إكمالها".

يحتار محمد خلال بحثه عن وجبة بديلة. يعلق بالقول "اللحم لم يكن طازجاً كما أن مذاق البهار مختلف تماماً. أعتقد أني لن أتناولها بعد الآن".

تقدم مطاعم إدلب العديد من الوجبات الشرقية والغربية ويشتهر كل مطعم بطبق محدد يقبل عليه الزبائن بنهم.

تسببت زحمة الزبائن على مدار الساعة في جعل العناية بوجبة الشاورما العربي التي يشتهر بها المطعم (س) في أدنى مستوياتها.

عدد من الزبائن اتفقوا على هذه الفكرة في ظل النجاح الاقتصادي الجديد للمطعم.

"فراس" الذي يقطن إلى جانب المطعم (ع) ما جعله يعتاد على وجباته الرئيسية تحدث عن وجبة المشاوي المؤلفة من الكباب والشقف والشيش والتي "لم تعد كما كانت في الماضي"

يضيف "الشيش جاف والكباب لم يحتفظ بنكهته التي كنت أعشقها في الماضي".

زبون آخر ويدعى "عماد" قال إن هناك إهمالاً من القائمين على المطعم (أ) يتعلق في الحصول على أنواع السمك المرغوبة.

وقال عماد: "مع أن بائعي السمك ينتشرون خارجاً في سوق الخضار إلا أن المطعم يصر على تقديم وجبة السلور سيء المذاق".

دخل عماد المطعم في الساعة الثالثة مساء راغباً بتناول وجبة سمك مشوي لكنه لم يجد سوى السلور في حين يمتلئ السوق بأصناف أفضل مثل الترويت والكارب والأجاج.

ما هو السبب؟

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة في مطاعم إدلب.

وقال أحد العاملين في أحد هذه المطاعم إن هناك متاعب كبيرة يواجهونها تتعلق بعدم وجود الكهرباء على مدار الـ 24 ساعة.

وتابع: "أحد المطاعم اشترى فرناً كبيراً للبيتزا الأمريكية مع ذلك لا تتوفر هذه البيتزا ذات المذاق الرائع في كل وقت والسبب هو غياب الكهرباء".

غلاء بعض المواد الأساسية في صنع بعض الوجبات ساهم أيضاً في رداءة مذاقها. فمادة الـ "كورن فليكس" التي تستخدم في صنع وجبات مشابهة لما تقدمه شركة كنتاكي العالمية جعل المطاعم تعزف عن شرائها.

ويعزو "حسام" أحد العاملين في مطاعم إدلب التدهور الحاصل في بعض الوجبات إلى عدم تمكن إدارة كل مطعم من إكمال الخطوة الجيدة التي بدؤوها في توسيع المكان والديكور بتوسع مماثل يتعلق بآلات الطهو والطباخين.

وقال لـ "اقتصاد": "معظم أصحاب المطاعم وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير لم يستطيعوا التغلب عليه.. والآن بعد أن وسعنا المكان وبات يستقبل عشرات الزبائن علينا توظيف أكثر من شيف في المطبخ!!".

وتابع "هذا ما لم يحدث بالفعل".

ترك تعليق

التعليق