في دمشق.. حملة لمحاربة "ضعاف النفوس"، والأسعار ترتفع


حملات الكذب والإدعاء لا تنتهي عند مسؤولي النظام ووزارته التي بدأت تسير على خطاه في محاربة الفساد، ورفع رايات إعادة الأموال المنهوبة من المحتكرين واللصوص، والسماح بالنيل إعلامياً من وجوه محسوبة عليه كرامي مخلوف وسامر الفوز كما في الأغنية التي تناقلها ناشطون منذ أيام.

محاسبة ضعاف النفوس

الاسم الجديد لهؤلاء المحتكرين ولصوص لقمة الناس هو (ضعاف النفوس)، وإن كانت الفئة المستهدفة بالطبع هي التجار الصغار وأصحاب المحال التجارية، وربما يكتفي أصحاب الحملة الجديدة - (معاً في مواجهة الغش والتلاعب بالأسواق)- بضبط الدكاكين المنزوية التي تعيش على بيع المفرق بدعوى أنهم رأس الداء والبلاء.

الحملة وفق وسائل إعلام النظام أطلقتها وزراة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والغاية منها كما تقول مراقبة وضبط الأسواق: "لمواجهة محاولة بعض ضعاف النفوس استغلال تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية لرفع أسعار المواد والسلع الغذائية".

أما الذي أضحك السوريين وأبكاهم في آن، فهو أنها تسعى من خلال الحملة إلى: "التأكد من توافر السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية بالأسواق ونوعيتها ومدى مطابقتها لشروط الصحة والسلامة الغذائية السورية وخاصة أغذية الأطفال وحقيقة الأسعار فيها ولا سيما التأكد من عدم وجود ارتفاعات غير منطقية بالأسعار".

الأسعار.. نار

مدير حماية المشتهلك يكذب حول انخفاض أسعار اللحوم وجودتها في تصريحه لـ "سانا"، بأنها انخفضت ما بين 1500- 2000 ليرة سورية، فيما سعر الكيلو من اللحمة الهبرة وصل إلى 8500 ليرة سورية في سوق باب السريجة.

يقول "أحمد"، من سكان ريف دمشق الغربي لـ "اقتصاد": "اللحامون يتحكمون بنا كما يشاؤون، وعليك إن اشترطت أن يقطع لك اللحام من أي جهة تريدها أن تدفع على الأقل 8000 ليرة سعر الكيلو هذا مع إضافة قطع من الدهن حسبما يريد".

بدورها "أم محمود" من سكان نفس المنطقة، تُقسم أغلظ الأيمان أن لا أحد من التموين يستطيع أن يُغلق محلاً في سوق مدينتها الصغيرة: "كلهم حرامية ومرتشون، وإذا قلت للبائع سأشتكي عليه يقول لك (بلط البحر) هذا إذا لم ينهال عليك وعلى الحكومة بالشتائم".

السوريون في مناطق كثيرة من البلاد، لم يعودوا يهتمون باللحم على اعتبار أنه خارج سلتهم الغذائية ولكن ما لا يمكن الاستغناء عنه هو ما يطالبون بتخفيض أسعاره، وعلى سبيل المثال يقول "جمعة يونس": "نزل الدولار وعاود صعوده ومعه ارتفع السكر والرز والمعلبات والزيت والسمنة ولم ينزل عند هبوطه أي سعر لهذه المنتجات فالسكر اليوم 400 ليرة، والبرغل 400، والرز 500، السمنة 1000 ليرة، ولتر عباد الشمس 600".

الجولة.. مثمرة

انتهت جولة مكافحة ضعاف النفوس لهذا اليوم وكانت النتيجة وفق "سانا": "ونظم خلال الجولة ستة ضبوط بحق عدد من أصحاب المحال التجارية بالزبلطاني لعدم الإعلان عن الأسعار وارتكاب مخالفات البيع بسعر زائد وعدم إبراز فواتير".

معلقون على هذ الجولة في مواقع التواصل سخروا من هذه الكوميديا الحكومية المتكررة، واتهموا التموين بالفساد والرشوة: "والله شبعنا كذب من هذه الوزارة ينزل المراقب للسوق وجيوبه خاوية ويرجع وبها ما يشبع فساده نريد مراقبين على المراقبين".

أما عن حال السوق التي يكذّب الوزارة ومسؤوليها: "حاج تقولوا حملة ودوريات المواد عم تغلا بعلمكن مثلا القهوة صارت ب٦٤٠٠ وهادا غير المنظفات والمواد الغذائيه لسا بتقولوا ضعاف النفوس الله يكون بعونا".

ترك تعليق

التعليق