فارس الشهابي.. حوار مع حملة رجال الأعمال على الدولار


تستشف من تصريحات رجال الأعمال ورؤساء الغرف التجارية والصناعية، الذين أعلنوا استعدادهم لرفع سعر صرف الليرة السورية، وكأنهم يخوضون معركة استعراضية بـ "السيف والترس" مع الدولار، بينما يريد منهم النظام أن يخوضوا حرباً شعواء، لا تبقي ولا تذر، من أموالهم شيئاً..

لذلك بدأوا يتحدثون عن صعوبة هذه المعركة، وبأنه لابد للحكومة أن تساعدهم بحزمة من الإجراءات والقرارات السريعة، مثل رفع الفائدة على ودائع الدولار إلى مثيلتها أو ما يقرب من المصارف اللبنانية، في محاولة لإعادة المودعين السوريين إلى مصارفهم، أو حتى منع هروب الودائع السورية إلى لبنان.

من بين من تصدوا لهذه المطالب، كان فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، الذي تساءل بحرقة على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "كيف تريدون للمال السوري أن يبقى في بلده، مقابل فائدة 4 بالمئة على الودائع بالعملات الأجنبية، بينما المصارف اللبنانية تعطي 8 بالمئة..؟".

لكن سرعان ما يدرك الشهابي، بأن حديثه عن الفوائد في المصارف اللبنانية، خطير جداً، لذا يتدارك بالقول: "لا أقصد رفع الفائدة بالضرورة، إنما محفزات أخرى".

المحفزات من وجهة نظره، هي دعم الإنتاج والتصدير ومكافحة التهريب وجذب الاستثمارات الإنتاجية، وطلب أخير، يتقدم به لأول مرة، وهو تسهيل الحوالات من الخارج، وهي محفزات ينادي بها منذ أكثر من ثلاث سنوات، دون أن يستجيب له أحد.

ينتقل الشهابي في الفقرة التالية من منشوره، للحديث الاستعراضي عن حملة رجال الأعمال والغرف التجارية والصناعية، لرفع سعر صرف الليرة.. فهو بعد أن ألقى في أذني الحكومة مطلبه بضرورة رفع الفائدة على الودائع بالعملة الصعبة، ثم نفى أن تكون هذه هي دعوته، يقول: "كلنا ثقة أن حملة دعم الليرة ستنجح رغم كل الصعوبات التي نعاني منها والتحديات الكبرى أمامنا.. لم يهزمنا العدو كل هذه السنوات ولن يهزمنا الدولار، ومصلحتنا جميعاً في تخفيضه..".

وهو ما دفع المعلقين الذين لا يميزون حالات فقدان المعنى، بمخاطبته: "بارك الله بك أيها البطل.. أيها الوطني.. أيها الفحل".

من بين عشرات التعليقات على هذا النحو، كان هناك معلق وحيد، استطاع أن يتحسس ما بين السطور، وعرف على الفور بأن الشهابي يتذمر من الحملة التي أجبر النظام رجال الأعمال على القيام بها لدعم الليرة السورية، وبأن الشهابي يمهد للقول، بأن النظام قرر أن يغرق الجميع معه في مركبه، حتى أولئك الذين وقفوا معه خلال السنوات الثمانية الماضية.

لذلك يختم تعليقه: "فلتذهب إلى الجحيم".. ويقصد فارس الشهابي.


ترك تعليق

التعليق