لماذا تفوقت الألبسة التركية على نظيرتها السورية.. في أسواق المنطقة؟


تختلف أسعار الألبسة في سوريا عن جارتها تركيا اختلافاً يصل أحياناً إلى 5 أضعاف خصوصاً إذا ما كانت المقارنة بين مناطق العاصمة وتركيا.

فسعر القطعة الواحدة بمبيع "الجملة"، في تركيا، دولار واحد، في حين يصل سعر القطعة ذاتها في أسواق العاصمة السورية، بطريقة المبيع ذاتها "الجملة"، إلى 5 دولارات. أما إذا أردنا الحصول على قطعة بدولار واحد من أسواق دمشق، فإن الجودة تختلف كثيراً.

"أبو كريم"، أحد السوريين المقيمين في ليبيا، تحدث لـ "اقتصاد" عن محاولته العمل في استيراد الملابس من دمشق وبيعها في طرابلس بعد كلام الليبين عن جودة البضائع السورية قبل الحرب واستخدامهم لها بشكل كبير، فضلاً عن بقية البضائع.

 وأخبرنا "أبو كريم": "قبل الحرب كانت البضائع المفضلة لدى الليبين هي البضائع السورية وخصوصاً الملابس القطنية منها. أما اليوم فارتفاع أسعارها في دمشق وصعوبة استيرادها وقف عائقاً أمام وصولها إلى ليبيا".

"أبو كريم" أكمل نقلاً عن أحد تجار العاصمة، فقال: "يقتصر التصدير اليوم على الدول التي تقل عملتها بكثير عن الليرة السورية كـ لبنان والعراق، أو على الدول التي تزيد عملتها بكثير عن الليرة السورية أيضاً، كالكويت مثلاً. أما بقية البلاد فتُجّارها يفضلون الاستيراد من دول أخرى".

تكاليف الشحن من سوريا

تكاليف الشحن من سوريا إلى بلدان العالم الخارجي تزيد من صعوبة التصدير. فتكاليف شحن الكيلو الواحد مثلاً، من سوريا إلى ليبيا، تبلغ نصف دولار، أي حوالي دينارين وربع (عملة ليبية).

ويشكل فرق سعر الدولار بين سوريا والبلدان المستهدفة بالتصدير، سبباً رئيساً في زيادة تكاليف الشحن.

"أبو كريم" أكمل نقلاً عن التاجر الدمشقي نفسه، قائلاً: "ارتفاع سعر الدولار في سوريا وانخفاضه في ليبيا هو ما أحدث الفرق حيث بات يجب على من يود الاستيراد من سوريا والبيع في ليبيا، الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض، لكي يتمكن من دخول السوق بقوة، نظراً لوجود البضائع التركية، وهو ما يعتبر مستحيلاً، إذ لا يمكن لتاجر أن يبيع بخسارة. أما إن كانت المبيعات بسعر يتناسب مع سعر شرائها فإنها ستكون غير مرغوبة نظراً لقوة البضائع التركية في المنطقة وتوافرها بشكل كبير وبسعر أقل من نظيرتها السورية".

توسع السوق التركية

يعتبر سوق الألبسة في تركيا، وخصوصاً سوق مدينة اسطنبول، من أقوى الأسواق التجارية في المنطقة، حيث بات التجار من عدد كبير من البلدان العربية والأجنبية، يقصدون تركيا لغرض التجارة.

"رنا"، إحدى العاملات في مجال التسويق الالكتروني وتحديداً تسويق الألبسة، قالت في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "معظم الزبائن هم من الأردن، في حين تليها في المرتبة الثانية دول الخليج العربي وتحديداً الكويت حيث يرغب الزبائن العرب بشراء البضائع التركية، لأسباب أبرزها انخفاض أسعار تلك الألبسة إذا ما قورنت بأسعارها في بلادهم ويضاف إلى ذلك جودة الأقمشة التركية وتوفر الملابس المحتشمة، أو كما تسمى باللغة التركية tesettür giyim، بشكل كبير".

"رنا" أكملت قائلة: "على الرغم من أن المبيع يكون بسعر أعلى من سعرها في السوق (تقصد عبر التسوق الالكتروني)، إلا أن تلك الأسعار تبقى أفضل بالنسبة للزبائن العرب".




ترك تعليق

التعليق