هل ستطلق حكومة "الإنقاذ" شركة اتصالات كبرى في إدلب؟


قال ثلاثة من أصحاب شركات الإنترنت المحلية في إدلب إن "هيئة تحرير الشام" تعتزم عبر حكومة "الإنقاذ" إطلاق شركة اتصالات تغطي كامل الجيب الواسع الذي يخضع لسيطرة الثوار شمالي غرب سوريا وهو ما سيؤدي لتحسن كبير في قطاع الاتصالات.

وتحدث مصدر من سكان مدينة كفرتخاريم لـ "اقتصاد" عن انتهاء "الإنقاذ" من توصيل كابلات نت ضوئي تحت الأرض في المنطقة التي تقع على الحدود السورية-التركية.

وأكد مصدر آخر قيام الحكومة بتوصيل خطوط مشابهة في مدينة سرمدا.

ويعتقد المصدران أن هذه الخطوط تأتي في معرض التجهيز لشبكة أبراج اتصالات تمهيداً لإطلاق الشركة التي ستزاحم السوق بجدارة.

لكن مسؤول المكتب الإعلامي في حكومة الإنقاذ ويدعى "أبو النور" نفى عملية البدء بتنفيذ الشركة.

وقال لـ "اقتصاد": "الموضوع لا يزال قيد الدراسة".

ويرى أصحاب شركات النت الثلاثة أن مد الكابلات الضوئية في المناطق الحدودية هو خطوة تتخذها الإنقاذ للاستحواذ على ملف الاتصالات القادم من تركيا.

وتستقبل إدلب شبكة من خطوط النت الضوئي من الأراضي التركية وتضع كل شركة من الشركات المحلية مستقبلات ونواشر كبيرة لبث شبكة (واي فاي) لكافة المناطق.

ومن يسيطر على الخطوط القادمة من تركيا بإمكانه احتكار قطاع الاتصالات كما ترى المصادر الثلاثة.

ورد مسؤول المكتب الإعلامي لدى "الإنقاذ" على هذه المعلومات بأن التمديدات الجديدة خاصة ببعض شركات النت.

وقال: "أكيد في أشخاص بدها توسع شبكاتها مثل (الهورايزون) في إدلب والدانا وسرمدا وحلب وكل الشبكات عم تعمل على توسيع نطاق وسرعة وحجم شبكاتها ضمن المنطقة".

ما هي الآثار المترتبة؟

من شأن الشركة الجديدة التي تدرسها "الإنقاذ" أن تزاحم في سوق الاستثمار بمجال الاتصالات بقوة نظراً للإمكانيات المالية الكبيرة لـ "هيئة تحرير الشام" وهذا ما يخشاه بعض المستثمرين.

ويرى آخرون أن هذه العملية لن تؤثر سلباً على استمرار شركاتهم.

وقال "أبو الخير" الذي يدير شركة لبث الإنترنت بريف إدلب: "لن يستطيعوا مزاحمتنا لأن مجال الشركة سيعتمد على الأبراج كما هو الحال بالتسبة لشركات النظام مثل (إم تي إن) و(سيريتل) وهذا ستكون كلفته كبيرة جداً".

وتابع: "من سيدفع 10 آلاف ليرة لقاء الاشتراك بالخدمة المفتوحة بسرعة 1 ميغا؟!.. علماً أننا نتقاضى 3 آلاف ليرة فقط لقاء مثل هذه الخدمة في شبكاتنا الحالية".

هناك جوانب مميزة في هذا المشروع في حال تم تنفيذه على أرض الواقع. إذ سيغدو بإمكان المشتركين إجراء مكالمات صوتية واستخدام الإنترنت في أي مكان من إدلب وهو ما لا تستطيع الشبكات الحالية توفيره نظراً لاعتمادها على "الواي فاي" فقط وضمن نطاق محدود.

كما أن توحيد الشبكات ضمن شركة واحدة سيزيل المتاعب الكبيرة التي يتعرض لها السكان نتيجة اختلاف الشركات بين كل حي وآخر داخل المدن والبلدات ما يضطرهم لشراء بطاقات محدودة المدة والباقة للاستعمال السريع.

ترك تعليق

التعليق