قصابون وسكان في إدلب يلجؤون لمقاطعة لحم الغنم إثر غلاء غير مسبوق


يلجأ العديد من بائعي اللحوم والسكان إلى مقاطعة شراء وذبح المواشي إثر القفزة الكبيرة للحوم في محافظة إدلب، والتي جعلت من شرائها أمراً عسيراً للغاية، كما يقول العديد من السكان، لا سيما بالنسبة للشريحة الفقيرة في المنطقة.

وقال "أبو محمد" وهو تاجر لحوم في إدلب، لـ "اقتصاد"، إن سعر كيلو الخاروف الواقف بلغ 2750 ليرة وهو مبلغ كبير جداً.

وبينما كان يشير إلى مكان تعليق وعرض اللحم والذي بدا فارغاً، قال أبو محمد: "نزلت اليوم إلى السوق فوجدت الأسعار ملتهبة. لم أشتر شيئاً وسأستمر في المقاطعة ما دام الغلاء مستمراً".

وصل كيلو لحم الخاروف بالتجزئة إلى 6 آلاف ليرة وهو رقم غير مسبوق في المحافظة التي كانت تنعم بلحوم رخيصة جداً مقارنة بباقي المحافظات خلال السنوات الماضية.

وقال "عبد المجيد" أحد سكان إدلب، بينما كان يتجول في السوق باحثاً عن مقادير لطبخات لا تحتاج للحم، "كنت أنوي شراء اللحم اليوم لكني تفاجأت بالأسعار لذلك لن أشتريه بعد الآن إلا عند الضرورة".

وقال بائع لحم يعمل في ريف إدلب إنه وخمسة من زملائه اضطروا اليوم لمقاطعة شراء المواشي بسبب الغلاء.

وأضاف البائع: "سنكتفي حالياً ببيع لحوم الدجاج فلا تزال أسعارها مقبولة نوعاً ما".

يتهم السكان وعدد من بائعي اللحوم "هيئة تحرير الشام" بأنها مسؤولة عن الأزمة الحالية.

وتدير "تحرير الشام" معبرين يقول سكان وتجار إن المواشي تتدفق منهما باستمرار وبكميات كبيرة.

ويقع معبر العيس في ريف حلب الجنوبي وهو أكبر معبر لتمرير البضائع من وإلى مناطق سيطرة النظام، في الوقت الراهن.

ويمرر تجار المواشي مئات الخرفان يومياً عبر معبر آخر وهو دارة عزة-الغزاوية وهو معبر يصل بين إدلب وعفرين التي تخضع لسلطات تابعة للمعارضة، لكنها مناوئة لـ "تحرير الشام".

وقال أحد التجار الذين يمررون المواشي نحو عفرين لـ "اقتصاد": "هذه التجارة رابحة. البارحة مررت شاحنة تزن 60 طناً من الأغنام من المعبر، لكني اضطررت لدفع مبلغ من المال كي تسمح الحواجز بمرورها نحو عفرين".

وفي عفرين يتلقف التجار هذه المواشي ليبيعونها نحو مناطق سيطرة النظام و"قوات سورية الديمقراطية"، عبر معبر الحمران شرقي مدينة الباب.

كانت "تحرير الشام" قالت يوم الأحد الماضي إنها تتعامل بحزم مع قضية تهريب المواشي بهدف مكافحتها.

ونقلت شبكة الدرر الشامية عن "عبد الله الحلبي" المسؤول عن معبر دارة عزة أنهم ضبطوا الكثير من حالات التهريب، حيث استغل بعض الأشخاص مسألة نزوح الأهالي من المناطق المستهدفة في الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد والاحتلال الروسي، ليأخذ صفة النازح ويُخرج معه إلى مناطق الشمال عدداً من رؤوس المواشي.




ترك تعليق

التعليق