على الطرقات في إدلب.. فوضى مرورية، وحوادث مُروّعة


يخشى "جميل" وهو من سكان مدينة إدلب، المرور بسيارته من بعض شوارع المدينة، لأن التقيد بالقواعد المعروفة للسير في تلك الطرقات لم يعد معمولاً به من السكان والمارة والسيارات المسرعة التي تمشي بعكس السير.

ويقول جميل: "الطريق الذي يمر بالقرب من المنطقة الصناعية مخيف للغاية". لا تتقيد السيارات بجهة واحدة كما أن الدراجات النارية تسير بأقصى سرعتها بينما يقطع المشاة الطريق حتى ولو كان الشارع مزدحماً.

ويشتكي العديد من سكان المدينة، التي تتوسط آخر جيب واسع يخضع لسلطة الثوار في سوريا، من تزايد الفوضى المرورية والتي تؤدي لحودث سير مروعة.

وقال "محمد" أحد السكان لـ "اقتصاد": "منذ أيام جرى أمامي حادث مروع.. لقد مات طفل في العاشرة من عمره أمام ناظري".

المتسبب الأول في موت الطفل -بحسب محمد- هو الحاجز العسكري المتمركز في طريق إدلب-بنش والذي فرض السير على الأتستراد من جهة واحدة تسير عليها السيارات والدراجات المسرعة ذهاباً وإياباً.

وهذا ما أدى لفوضى مرورية نتيجة ازدحام هذا الطريق الحيوي على مدار الساعة.

لكن وجود الحاجز ليس السبب الوحيد في هذه الفوضى.

يقول "جابر" وهو مهجر يقيم في إدلب لـ "اقتصاد": "غياب شرطة المرور عن أغلب الشوارع في المدينة وعدم وجود قانون ناظم للمرور أدى لفوضى عارمة".

وتابع: "كما أن السكان لهم الدور الأكبر في هذه النقطة".

وبحسب جابر: "لو التزم الجميع بما يعرفونه من قواعد السير لما حدثت هذه الفوضى".

لم تقدم حكومة الإنقاذ، التي تدير إدلب وكافة البلدات في الريف، حلولاً جادة لتنظيم الحركة المرورية.

ووضعت شرطة المرور التابعة للإنقاذ عناصر في المناطق المكتظة مثل دوار الساعة والكرة وأسواق الصاغة والملابس والخضار، لكن هذه العناصر تكتفي بتنظيم حركة السير دون النظر في المخالفات التي تجري بالقرب من أماكن تمركزهم.

حلول الليل يزيد من إمكانية التعرض للخطر أثناء السير في الطرقات الدولية أو الفرعية.

يشرح أحد السكان ويدعى "أبو عبيدة" حجم المجازفة جراء السير على هذه الطرقات، نتيجة عدم تشغيل مصابيح الإنارة، وهذا ما يجعل الكثيرين يشغلون الضوء العالي لمركباتهم.

وقال أبو عبيدة لـ "اقتصاد": "الضوء العالي للسيارات يجعل من إمكانية النظر إلى الأمام أمراً عسيراً للغاية".

وتابع: "أخفف ضوء سيارتي في هذه الحالة وعندما لا تستجيب السيارات القادمة في اتجاهي أسير ببطء شديد لأنني لا أبصر شيئاً حينها".

"فادي"، وهو ناشط صحفي يقيم في المنطقة، يروي قصته مع هذه الفوضى التي يبدو أنها منتشرة في جميع المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة الثوار.

يقول لـ "اقتصاد": "خرجت منذ يومين نحو أطمة. كان الطريق مغبراً ومزدحماً بالسيارات والدراجات بينما يعلو الغبار جوانب الطريق. كانت المركبات ترسل سحباً من الدخان الأسود بسبب عدم عناية السائقين بسياراتهم. لا أحد يفتح الطريق لأحد والطرقات سيئة للغاية بينما تسير مئات الدراجات النارية بطريقة غريبة عجيبة".


ترك تعليق

التعليق