"KFC" في إدلب.. جدل وغموض


حتى بعد افتتاحه، ما يزال المطعم الذي حمل اسم ماركة "KFC" في إدلب، يثير الكثير من الجدل، وسط رفض صاحبه لإطلاق أي تصريح رسمي، يؤكد أو ينفي صلة هذا المطعم بالسلسلة العالمية الشهيرة المختصة بتحضير البروستد (الدجاج المقرمش).

هذا الغموض ألهب الجدل في أوساط سكان المدينة، الذين يدركون أنهم يسكنون في واحدة من أخطر الأماكن في العالم، الأمر الذي يدفع الكثير منهم للتساؤل: "هل يُعقل أن سلسلة مطاعم عالمية شهيرة مثل الـ KFC مستعدة للترخيص لفرع لها في إدلب؟!".

"اقتصاد" رصد أبرز الآراء المتداولة في الشارع الإدلبي، حول قصة هذا المطعم، كما وحاول مراراً التواصل مع إدارته، للحصول على تصريح رسمي، لكن صاحب المطعم رفض إبداء أي تعاون مع جهات إعلامية، مما فاقم التساؤلات والجدل حول مطعمه.

"أبو سامر"، وهو طاهٍ منذ 23 عاماً، يعمل في مطعم متواضع في المدينة، قال لـ "اقتصاد": "هنالك تساؤلات كثيرة عن هذا المطعم والكل يعرف مدى خطورة إدلب، ومثل هكذا شركات ضخمة تدقق في أدق التفاصيل إذا أرادت فتح فرع لها في أي دولة.. وأهم تلك التفاصيل، الأمان والاستقرار والوضع الاقتصادي.. وهذه النقاط كلها لا توجد في إدلب في الوقت الراهن".

وتابع: "لا بد للمسؤولين عن هذا المطعم أن يوضحوا للناس ويبينوا الترخيص، وأن يؤكدوا أن مطعمهم مرخص من الشركة الأم وليس اسماً فقط كما يظن أغلب الناس.. وعن رأيي كشخص لا أعتقد أنه مرخص وتابع لهذه السلسلة العالمية الضخمة".

بدوره، "مصطفى"، الذي يصف نفسه بأنه من عشاق الوجبات السريعة والزبون الدائم لها، لم يختلف رأيه كثيراً: "في البداية كلنا يحلم أن يكون لدينا محلات ومطاعم وشركات عالمية تضعنا على خط المنافسة.. ولكن؟، اليوم نحن نختلف كثيراً عن أي منطقة في العالم بوضعنا الاقتصادي والأمني، ولا أعتقد أن هذا المطعم حصل فعلاً على ترخيص من السلسلة العالمية، لعدة أسباب ذكرتها سابقاً، وإذا اعتبرنا أنه مرخص من الـ KFC العالمية، فما هي الدوافع التي تجعلها تفتتح فرعاً لها في إدلب التي تشهد حرباً منذ عدة أعوام ولا تزال غارقة في الحرب ومنهكة اقتصادياً بشكل يجعل الناس تبحث عن ثمن خبزها اليومي؟!".

"أتمنى أن تكون بالفعل فرعاً مرخصاً من الشركة الأم لأن هذا الشيء يعطينا جرعة تفاؤل في إمكانية التقدم والتطور الاقتصادي لبلدنا"، تابع "مصطفى".

أما "محمد"، وهو شاب يعمل في إحدى المنظمات الإغاثية في المناطق المحررة، فقد أبدى رأياً مخالفاً لما سبقه، وقال: "عندما ترى الديكور والتجهيز لهذا المطعم تتأكد أنه توكيل عالمي، وعدا عن ذلك، فالطريق إلى تركيا مفتوح وإذا أرادت الشركة الأم إرسال الخلطات السرية فليس هناك أي عائق أمامها وحتى إرسال المعدات".

وأضاف: "نحن لا نقل عن غيرنا من البشر وأتمنى أن تضع شركات لها اسمها ووزنها في العالم، قدماً لها في المناطق المحررة لأننا أصحاب الأرض والأسد هو رأس الإرهاب وهو من قتل شعبه وهجره واعتقله".

"اقتصاد" تحدث إلى أشخاص خاضوا تجربة الأكل في المطعم بعيد افتتاحه، وأحدهم "ناجي" قال لنا: "هناك فرق كبير بين طعم الدجاج في هذا المطعم وبين طعم نظيره في فرع الـ KFC في تركيا.. أنا جربت الاثنين، وهناك فرق كبير يجعلني أرجح أن ذاك المطعم الذي يحمل اسم هذه العلامة الشهيرة في إدلب، ليس على صلة بها، بتاتاً".

"حسام"، شخص آخر تناول وجبة في المطعم الجديد بعيد افتتاحه، وقال لنا: "عدا عن أن طعمه لا يشبه الـ KFC، فإنه لا توجد لديهم أكياس أو علب مطبوع عليها شعار الشركة العالمية، كما يوجد في مختلف الفروع بدول العالم".

ننوه مرة أخرى، بأن "اقتصاد" حاول التواصل مع إدارة المطعم للوقوف على مدى صدقية ما أشيع عن أنه يحمل ترخيصاً من شركة "KFC" العالمية، ولم تلق محاولاتنا أي تجاوب، حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

ترك تعليق

التعليق