محلي الفوعة يُجبر المهجّرين على دفع بدل النظافة.. عند استلام سلة إغاثية


"لو لم أدفع 1500 ليرة سورية بدل نظافة، لما استلمت السلة الإغاثية اليوم والتي وزعتها إحدى المنظمات الإنسانية بالتنسيق مع المجلس المحلي الذي يتبع لحكومة الإنقاذ في قرية الفوعة"، هكذا بدأ "أبو محمد"، أحد مهجري ريف دمشق، الحديث عن إجبار المجلس المحلي للمهجرين، على دفع بدل النظافة المترتب عليهم منذ ثلاثة أشهر.

وأفاد في حديث لموقع "اقتصاد": "أبلغونا قبل أيام بغرفة مكتب ريف دمشق على الوتس آب بأن هناك منظمة إنسانية عازمة على توزيع سلال إغاثية على جميع العائلات المقيمة في بلدة الفوعة ولكن لن تستطيع استلامها إن لم تدفع المبلغ المترتب عليك منذ ثلاثة أشهر للمجلس المحلي".

وأضاف المُهجّر: "لم أتوقع بأن المجلس المحلي سيستغل توزيع الإغاثة ويجبر الأهالي على دفع المبلغ ولكن عند ذهابي للمجلس حتى أستلم وصل الإغاثة ليتسنى لي استلام السلة الإغاثية من مكان التوزيع، قلت للموظف أعطيني الوصل فقال لي هل دفعت الـ 1500 بدل نظافة، قلت له لا، فقال لي اقطع وصل من هذا الموظف وارجع لعندي حتى أعطيك الوصل.. عندها علمت بأنهم استغلوا حاجتنا حتى يأخذوا المبلغ".

أما "أبو علي" (42) عاماً، الذي تهجر مؤخراً من ريف حماة، قال: "من المفترض على المجلس أن يقدم لنا يد العون وأن يكون بجانبنا.. أنا عائلتي كبيرة هربنا بثيابنا من تحت القصف ونجلس في منزل ليس له أبواب ولا نوافذ وبحاجة لكل شيء، ولم يأتِ إلينا أحد ويسألنا إذا كنا بحاجة لشيء، و(أنا يا دوب عم أمن قوت عائلتي)، وعندما سمعت بأن هناك توزيع إغاثة استبشرت خيراً قلت لعلها تخفف من معاناتنا قليلاً لكن أجبرونا على دفع مبلغ مالي مقابل استلامها".

ويتابع "أبو علي": "كيف لحكومة فرضت نفسها علينا لا تستطيع تخديم المناطق وهي تفرض ضرائب على قرن الموز لم نر منها أي خدمات في المحرر إلا فرض مبلغ مالي هنا، وآخر هناك، وسحب أموال دون تقديم أي خدمات.. تعبنا من الوضع".

"إذا بدك تطالع كرت إغاثة بدك تدفع وإذا بدك تستلم إغاثة بدك تدفع وإذا بدك تفتح مشروع صغير بدك تدفع للحكومة.. إلى متى هذا الوضع.. إن لم تستطع الحكومة أن تكون على قدر المسؤولية وأن تهتم بالشعب وتخدمهم فلتتركهم بشأنهم".

وفرض المجلس المحلي في بلدة الفوعة قبل ثلاثة أشهر على جميع العائلات المقيمة في البلدة مبلغ 500 ليرة سورية شهرياً "بدل نظافة". وامتنع الكثير من السكان عن الدفع.

وتواصل "اقتصاد" مع رئيس المجلس المحلي، ويدعى "أبو الفدا"، وقال إن المبلغ الذي تم جمعه من العائلات هو مترتب عليهم خلال ثلاثة أشهر، مضيفاً: "لم نربطه بالإغاثة، (لكن الناس ما بتدفع حتى يجيي إغاثة)، رغم أننا طلبنا منهم الدفع قبل أشهر".

وأشار بأن موظفي المجلس لا يتلقون أي راتب أو دعم، مشيراً إلى أن الحكومة التي يتبع لها، لا تمتلك أي آليات، "لذلك أُجبرنا  على الجمع من العائلات (500) ليرة شهرياً مقابل تخديمهم وإزالة القمامة من الشوارع".

ويقطن في الفوعة الواقعة بريف إدلب قرابة 3 آلاف عائلة جلهم من مهجري ريفي دمشق وحمص، فيما استقرت عشرات العائلات من الذين نزحوا من ريفي إدلب وحماة الجنوبي بعد حملة القصف الأخيرة، ويقطنون في منازل غير صالحة للسكن.


ترك تعليق

التعليق