البعوض والحشرات تغزو أحياء حمص.. ما القصة؟، ومن المسؤول؟


بعد التلوث الكبير الذي أصاب نهر العاصي في حمص، والذي كاد أن يقضي على بساتين الوعر، تقوم منذ عدة أيام كل من مديرية الموارد المائية ومصفاة حمص، بتنفيذ مشروع تعزيل نهر العاصي. وكان من المفترض أن تشمل الحملة مجرى نهر العاصي وبساتين الوعر وساقية الري وساقية "الغماية" وتجمعات المياه وشوارع حي الوعر وبساتين بابا عمرو.

كانت مديرية الموارد المائية في محافظة حمص قد أعلنت أنه: "حرصاً على الاستثمار الأمثل للموارد المائية وصيانة منشأتها تقوم ورشاتنا الفنية بتعزيل المجاري المائية وصيانتها".

ولكن لشدة التلوث الناتج عن تراكم "بقايا نفطية ومخلفات مسالخ"، اتضح للجنة التعزيل أن العمل ضخم جداً وبحاجة لعمل يومي وأن تنظيف المجرى يتطلب عملاً متواصلاً على مدار العام، كونه أُهمل طيلة سنوات "الحرب".


حشرات تغزو أحياء المدينة

 ومع بدء تنظيف مجرى نهر "العاصي" شهدت أحياء حمص ظاهرة تشبه الغزو، من الحشرات، فقد انتشر البعوض "البرغش المفترس"، والبق، في أحياء (الوعر والنزهة والمريجة والعدوية وباب السباع والحميدية والخضر والملعب والغوطة والمحطة والقصور وفيروزة)، بشكل كبير. واللافت أن البعوض المنتشر يسبب حالات تحسس وتسمم بالجسم وحدوث خرّاجات مكان القرص للبعض، كما يسبب عند الأطفال "المقروصين" ورماً بحجم حبة المشمش، ويبدو مكان "القرص" وكأنه حرق بماء ساخن.

 وذكر لنا "أحمد" من سكان حي الوعر أنه بعد تعرضه للسعة حشرة تحسس كل جسمه مما اضطره لمراجعة الطبيب الذي وصف له أدوية للحساسية.

في حين قالت "وفاء" من حي "المريجة" إنها تعرضت لقرصة حشرة أدت إلى انتفاخ مكان القرصة والتهابها، مما اضطرها لمراجعة طبيب وأعطاها دواء التهاب وإبر.


مطالب الأهالي للمسؤولين.. ولكن

وكنتيجة لذلك، وجّه الأهالي نداءات استغاثة لمجلس مدينة حمص للتخلص من هذه المشكلة التي قد تسبب بمرض وبائي مفاجئ، وطالبوه بحملة رش للمبيدات الحشرية، فجاء الرد من مدير النظافة في مجلس مدينة حمص المهندس "عماد الصالح" أن "دائرة الوقاية في مديرية النظافة قامت بتنفيذ حملة رش مبيدات حشرية (ضبابية ورذاذية) شملت مجرى نهر العاصي وبساتين الوعر وساقية الري وساقية الغماية وشوارع حي الوعر وبساتين بابا عمرو وكافة أحياء المدينة". واقترح على الأهالي ضرورة الرش داخل المنازل بالمبيدات الآمنة واستخدام الأدوية الإسعافية لمكافحة لسع هذه الحشرات.

ولكن أهالي العديد من الأحياء أكدوا أن أحياءهم لم تنل نصيبها من رش المبيدات الحشرية، فشهود عيان من أهالي أحياء الحميدية والنزهة والعدوية وباب السباع، أكدوا أنه لم يتم رش أحياءهم بالمبيدات حتى اليوم، رغم أنها تُعتبر "موبوءة بالبعوض".

ويتساءل الأهالي "ألا يملك مجلس مدينة حمص طريقة تبيد البعوض في أماكن مصدره؟، أوليس من الأجدر (بخ) سطح النهر والتربة المحيطة قبل البدء بالتنظيف لمجراه وسواقيه، الذي تسبب بنشر البعوض (المفترس) بكل أحياء المدينة والذي يمكن أن يكون قاتلاً أحياناً؟، ولما لم يقم المجلس بأي خطوة ناجعة لحل المشكلة حتى الآن؟".

ولكن يبدو أنه قَدَرُ حمص التي باتت اليوم تغرق بأزمات الفساد المتكررة، وأهمها النظافة والتنظيم، والتي لا تكاد تخرج من أزمة لتقع بأخرى، فما كادت تنتهي مشكلة الرائحة الكريهة التي انتشرت في أحيائها طوال الصيف لتقع بمشكلة الانتشار الكثيف للحشرات.. ويطالب سكانها مسؤوليها بالاهتمام بنظافة الشوارع ومداخل المدينة وحاويات القمامة، والتخلص من تجمعات القمامة في زوايا الحارات وفي الحدائق وعند "العواميد"، وتفعيل تطبيق عقوبة على من يرمي القمامة في غير مكانها ولكن مع توفير وسائل التخلص منها، والعمل على رش الحشرات بالمبيدات الحشرية في كافة أحياء المدينة وليس فقط في الأحياء المصابة وتوزيع "سلل للقمامة" لمنع الأعذار.

وآخر التساؤلات التي تؤرق أهالي حمص: "لماذا لم ينتظر المسؤولون حتى انخفاض درجات الحرارة وسقوط  بعض الأمطار التي تقتل الحشرات، قبل البدء بعمليات (تعزيل المجاري المائية)؟".

ترك تعليق

التعليق