"هنا الغابة.. حلب"


"هنا الغابة.. حلب"، "خلصونا منهم"، "مدينة يحكمها الوحوش"، هي غيض من فيض عبارات لاذعة تغص بها الصفحات الإخبارية الحلبية الموالية للنظام، يعبّر فيها الأهالي عن حال حلب التي أضحت مسرحاً للجرائم على اختلافها، وساحة نزال لاقتتال المليشيات المسلحة "الشبيحة".

وفي آخر فصول الاقتتال، تسبب خلاف بين شابين على صيانة موبايل، بإشعال مواجهات مسلحة بين عائلتي الهزاع (بكارة)، والسلطان، في حي باب النيرب، شرقي حلب.

وبعد امتداد الاشتباكات التي أخذت بعداً عشائرياً، إلى أحياء عدة، نجحت أجهزة النظام الأمنية والشرطية، مساء أمس الجمعة، في إعادة الهدوء الحذر.

ويذهب البعض إلى أن سبب الاقتتال الحقيقي هو خلاف على النفوذ، وتحديداً بين المليشيات المدعومة من النظام وروسيا، ومليشيا "لواء الباقر" المدعوم إيرانياً، والذي ينتمي غالبية أفراده إلى عشيرة البكارة.

مصادر أهلية، أكدت لـ"اقتصاد" أن هناك امتعاض واضح من سطوة "لواء الباقر"، على حلب، وتحديداً من المليشيات المقربة من روسيا، ما يعطي انطباعاً بأن الاشتباكات والمشاجرات التي تتجدد من حين لآخر، هي شكل من أشكال الصراع الروسي- الإيراني على النفوذ في سوريا عموماً، وفي حلب على وجه الخصوص.

ووفق المصادر ذاتها، فإن المليشيات على اختلاف الجهة الداعمة لها، تمارس أقصى أنواع التنكيل بأهالي حلب، وتحديداً في الأحياء الشرقية.

كانت أوساط إعلامية قد عدّت ما يجري من فلتان أمني في أحياء حلب الشرقية، وانتشار للجريمة (خطف، سطو مسلح، جرائم قتل واغتصاب)، وكذلك قرارات هدم الأبنية، بوصفه عقاباً جماعياً لسكان هذه الأحياء، من قبل النظام، رداً على احتضانها للمعارضة سابقاً.

ترك تعليق

التعليق