يحدث في الفوعة.. محاولات لطرد أبناء داريا بالقوة، يقابلها توتر شعبي واحتجاجات


"الفوعة حرة حرة.. أبو حسين اطلع برة"، بهذه العبارات خاطب عشرات المتظاهرين الذين خرجوا يوم السبت، أحد قياديي فيلق الشام، منددين بانتهاكات الفيلق، المحسوب على الجيش الوطني، ضد المهجرين ببلدة الفوعة بريف إدلب الشمالي.

"أبو حسين"، هو عضو في فيلق الشام ويعمل ضمن مكتب الفيلق داخل الفوعة. ويتهمه السكان بالوقوف وراء حملة موسعة لإخراج العشرات من منازل قاموا بترميمها وتجهيزها للسكن مقابل منحها لأشخاص مقربين منه يعملون ضمن صفوف فيلق الشام.

وقال أحد المهجرين من أبناء مدينة داريا لـ "اقتصاد": "يحاولون استرجاع المنازل على اعتبار أنها ملك للفصيل بحكم الاتفاق الذي جرى عقب إخلاء المنطقة من سكانها الشيعة وجرى فيه تقسيم البيوت والمحلات التجارية كغنائم بين الفصائل".

ومنذ أسبوعين بدأت مجموعة تابعة لفيلق الشام جولة على عشرات البيوت في القطاع الذي يديره الفيلق منذرين سكانها بإخلائها خلال 15 يوماً.

وهو ما جوبه برفض شعبي واسع إذ أن غالبية سكان القطاع هم من مهجري كفرسوسة وداريا والمعضمية وقد دفع بعضهم مبالغ كبيرة لتأهيل البيوت تراوحت بين 500 وحتى 1800 دولار، كما يقولون.

يقول مكتب الفيلق بالفوعة إن البيوت هي ملك للفصيل و"الأشخاص الذين أنذرناهم بالإخلاء لم يستأذنوا الفيلق في السكن".

لكن السكان يقولون إنهم الأحق بالسكن كونهم مهجرين من مناطقهم وبحاجة إلى بيوت بدون إيجار شهري، نظراً لحالتهم المادية المزرية.


انتهاكات

تعيش المنطقة التي تقع ضمن قطاع الفيلق حالة غليان شعبي منذ قيام مجموعة ملثمة مكونة من 20 مسلحاً بمداهمة بيت "أبو مظهر" وهو من مدينة داريا، يوم الأربعاء الماضي، واعتدائها "على حرمة البيت"، حيث كانت إحدى قريباته تقيم داخل المنزل، كما يقول عدد من السكان الذين شهدوا الحادثة.

وفي جو من التوتر اقتيد "أبو مظهر" إلى مكتب الفيلق بعد أن ضُرب وسُحب عليه وعلى قريبته السلاح، وهُدد بالقتل إن لم يستجب ويخرج من البيت، ما أشعل احتجاجاً كبيراً قاده أبناء داريا الذين حاصروا مكتب الفيلق بشكل سلمي، مع أن معظمهم مسلحون تابعون لنفس الفصيل.

ويقول مكتب الفيلق: "هذه البيوت غير مسجلة لدينا بأسماء سكانها الحاليين، لذلك مقاتلونا القادمون من الريف الجنوبي (لإدلب) أولى بالسكن فيها".

ويرد السكان بأنهم دفعوا مبالغ طائلة وبذلوا مجهوداً كبيراً لجعل البيوت صالحة للسكن لاسيما بعد حملة السرقة الواسعة التي طالتها عقب الإخلاء وما جرى بعده من فوضى عارمة.


ويبدو أن الغضب الشعبي توسع في قطاعات أخرى داخل الفوعة مثل قطاع جيش الأحرار الذي وجه إنذاراً لعدد من المهجرين بإخلاء منازلهم.

وقال عدد من السكان لـ "اقتصاد": "لن نخرج من البيوت.. إلى أين نذهب مع نسائنا وأطفالنا".

وتعيش إدلب وهي آخر جيب واسع يديره الثوار في الجزء الشمالي الغربي من سوريا، أزمة سكن خانقة، نتيجة توافد آلاف السكان من المناطق الجنوبية التي احتدم فيها القتال مع بداية رمضان الماضي.

ترك تعليق

التعليق