سوق الفاتح.. الحياة بنكهة دمشقية خالصة


"كأنك في طلعة الجسر الأبيض".. ببساطة شبّه سوريّ هذا السوق الممتد من الأسفل للأعلى، مستذكراً أحد أهم أسواق العاصمة دمشق. وهنا في سوق الفاتح، بقلب مدينة اسطنبول، تنتشر المحال السورية بنفس أسمائها التي كانت عليها، ونكهتها أيضاً.

السوق الشهير لدى السوريين بقلب اسطنبول ينتهي بجوار جامع الفاتح حيث يسمى هنا (شارع مالطا). وهنا تسكن غالبية سورية دمشقية مختلطة مع جاليات عربية أخرى، ونسيج تركي محافظ يشبهها بالعادات والمظهر. وأما المحال والمطاعم فحالٌ آخر.


بوز الجدي

طابور من المنتظرين أمام محلٍ بباب صغير ومساحة بالعمق، وشاب صغير ينادي بأسماء الزبائن المنتظرين حيث لا مكان يتسع للجميع، وفي أعلى مدخله (بوز الجدي) باللون الأخضر، مثل تذكار محمول للجميع من بلدهم.

"إياد .ع"، صحفي سوري يزور اسطنبول للاجتماع بالعائلة التي لم يجتمع بها منذ مدة، يقول لـ "اقتصاد": "طيب، وريحة الشام فيه، والأسعار جيدة.. أكلت أنا وصديقي صحن فتة بالسمنة وصحن فول وصحن فلافل ومسبحة دفعنا 32 ليرة تركية، يعني تقريباً 6 يورو، لا تطعم شخصاً واحداً في باريس".

المطعم يقدم المأكولات السورية الشهيرة، كالفول والحمص والفتة والفلافل، إضافة إلى قائمة واسعة من المقبلات والمأكولات الأخرى، ويُقبل عليه السوريون من كل اسطنبول حتى أولئك الذين يزورونها من وقت لآخر، إضافة إلى العرب المقيمين في المدينة.


فلافل على كيف كيفك

أحد المحال المعروفة كعنوان في هذا الشارع السوري، يقدم سندويش الفلافل السريع بالإضافة إلى البيع بالقطعة (فرط)، وأنواع أخرى من السندويش كالبطاطا، وأسعاره رخيصة كما يقول "أبو محمد"، أحد الزبائن: "السندويشة بخمس ليرات. محلات أخرى تأخذ 6 ليرات. وحشوتها طيبة".

الاسم تسويقي لدى السوريين، والدمشقيين على وجه الخصوص، الذين يعرفون فلافل على (كيفك) الشهيرة بالعاصمة، والتي كانوا يذهبون إليها من أماكن بعيدة.


الجناني.. حاضراً

في شارع مالطا حيث يمكن أن تجد كل ما تشتهي ويختلط التركي بالسوري، وتبدو الغلبة بجوار مدخل الجامع الكبير الذي سُمي الحي باسمه - (مسجد السلطان محمد الفاتح)- ثمة محال متنوعة بأسماء سورية محضة تبيع الحلويات (النابلسية)، والخبز، و(البن) على الطريقة السورية، والعطور (الغبرة)، وأواني المطبخ والبزورية. وفي زاوية ناصية صغيرة يقبع محل الجناني وهو ماركة شهيرة لدى السوريين ويختص بالفول والفلافل والسندويش المنوع.

خارج الفاتح

الزائر لمدينة اسطنبول سيلمح سريعاً هذا الوجود السوري، والمحال المنتشرة صارت عناوين للقادمين إليها من بلاد اللجوء وبعض البلدان العربية، وستجد أسماء سورية أخرى لها سمعتها وزبائنها (سلورة- طربوش- طيبة)، وبنكهات سورية أخرى و(طيبة) بنكهة حلب، وسلورة بنكهة حماة، وهؤلاء لا يغلقون باكراً كأسواق اسطنبول الأخرى، ويمكنك أن تسمع اللهجات العربية والسورية خصوصاً في (يوسف باشا- فندق زادة)، وستأخذك روائح الطعام حيثما تشتهي.

ترك تعليق

التعليق