القمر الصناعي السوري.. السماء تنتظره، والأرض تتوعده بالصدأ


في سوريا، رجل اسمه محمد العصيري، يرأس الجمعية الفلكية السورية، لهذا يعتقد الكثير من أصدقائه، أن منصبه جعله لا يتطلع إلى الأرض وإنما إلى السماء والفضاء دائماً..

لذلك، بحسب قولهم، هو لا يشاهد الأزمات المعاشية التي تضرب الشعب السوري، وكيف أن راتب أحسن موظف أصبح بالكاد يشتري "شوال" بطاطا، ولا يقرأ عن أزمة الغاز والبنزين المغشوش، الذي تسبب بتعطيل نصف سيارات البلد، بينما النظام عاجز حتى الآن عن تحديد السبب: هل العطل في البنزين نفسه، أم في مصافي البنزين، أم في السيارات..؟ ومن أجل ذلك شكل لجنة منذ نحو أسبوعين، من أربعة وزراء، والتي لم تخرج حتى اليوم بأي نتيجة..

والعصيري بدون شك، لم يقرأ عن أزمة الدولار وارتفاعه في الأسواق، وكيف أن جميع رجال الأعمال وهوامير المال في سوريا، لم يستطيعوا وقف تدهور الليرة السورية، وأن ذلك من علامات انهيار الاقتصاد السوري، في العام القادم على أبعد تقدير.

قائمة طويلة عريضة من المآسي لم يرها العصيري، بدءاً من الدمار على الأرض وانتهاء بالشعب السوري المشرد في شتى بقاع الكرة الأرضية، وإلا لما أطلق تصريحاته التي تقول بأن سوريا أصبحت جاهزة من كافة النواحي لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، لولا العقوبات الدولية التي تحول دون دخولها إلى محطة الفضاء الدولية.

العصيري الذي نقلت تصريحاته جريدة "البعث"، التي يجب أن تحمل اسم "جريمة البعث"، أكد أن هناك مرسوماً جمهورياً، أصدره بشار الأسد، ويقضي بإحداث وكالة فضاء سوريا، على غرار وكالة ناسا الأمريكية، في إشارة إلى أن "الخبل" ليس منه، أي العصيري، وإنما من رئيس الجمهورية، الذي أصدر هذا القرار المنفصل عن الواقع.

وأشار العصيري إلى أن العقوبات الدولية جعلته يتجه للتعاون مع روسيا أو الصين، إلا أنه لم يؤكد فيما إذا كانت هاتان الدولتان ستساعدان في إطلاق القمر الصناعي السوري.

وفي الجزئية الأخرى من التصريحات، انتقل العصيري، للحديث عن تعاون مع وزارة التربية لتدريس الطلاب علوم الفضاء، وكذلك مع التعليم ووزارة الخارجية والشؤون الاجتماعية، لنفس الغرض، بحيث يكون علم الفضاء متاحاً للجميع، من المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى المبتلين بهذا النظام وبهؤلاء المسؤولين.. أي الشعب السوري بجميع فئاته.

هامش1: صدقاً لا نمزح.. كل ذلك سوف تجدونه مكتوباً على صفحات "جريمة البعث"..!

هامش2: نخشى على القمر الصناعي السوري من الصدأ، إذا تأخر إطلاقه.

ترك تعليق

التعليق